للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولما وقفنا للوداع وأسبلت ... مدامعنا فوق الترائب كالمزن

أهبت بصبري أن يعود فبزني ... وناديت حلمي أن يثوب فلم يغن

وما هي إلا خطوة ثم أقلعت ... بنا عن شطوط الحي أجنحة السفن

فكم مهجة من زفرة الشوق في لظى ... وكم مقلة من غزرة الدمع في دجن

وما كنت جربت النوى قبل هذه ... فلما دهتني كدت أقضي من الحزن

ولكنني راجعت حلمي وردني ... إلى الحزم رأي لا يحوم على أفن

ولولا بنيات وشيب عواطل ... لما قرعت نفسي على فائت سني

الصبر على الشدائد

وتجلت في منفاه صفاته العالية من الشمم وعلو النفس واحتمل آلام النفي بشجاعة وإباء. وصبر وإيمان. وله في ذلك شعر يفيض بهذه المعاني السامية.

قال وهو في سر نديب (سيلان):

لم اقترف زلة تقضي علي بما ... أصبحت فيه فماذا الويل والحرب

فهل دفاعي عن ديني وعن وطني ... ذنب أدان به ظلماً واغترب؟

فلا يظن بي الحساد مندمة ... فأنني صابر في الله محتسب

أثريت مجداً فلم أعبأ بما سلبت ... أيدي الحوادث مني فهو مكتسب

لا يخفض البؤس نفساً وهي عالية ... ولا يشيد بذكر الخامل النشب

وقال مشيراً إلى مصادرة أملاكه:

يا ناصر الحق على الباطل ... خذ لي بحقي من يدي ما طلى

أخرجني عما حوته يدي ... من كسبي الحر بلا ناطل

من غير ما ذنب وى سمنطق ... ذي رونق كالصارم القاطل

فإن أكن جردت من ثروتي ... ففضل ربي حلية العاطل

وقال من قصيدة أخرى في مقاومة الظلم والصمود أمام المحن والخطوب:

إذا المرء لم يدفع يد الجور أن سطت ... عليه فلا يأسف إذا ضاع مجده

ومن ذل خوف الموت كانت حياته ... أضر عليه من حمام يؤده

وأقتل داء رؤية العين ظالماً ... يسيء ويتلى في المحافل حمده

<<  <  ج:
ص:  >  >>