للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

علام يعيش المرء في الدهر خاملاً ... أيفرح في الدنيا بيوم بعده؟

عفاء على الدنيا إذا المرء لم يعش ... بها بطلاً يحمي الحقيقة شده

ومن قوله في الحنين إلى الوطن والصبر على الشدائد:

فيا دموع القطر سيلي دماً ... ويا بنات الأيك توحي معي

وأنت يا نسمة (وادي) الغضا ... مري برياك على مربعي

وأنت يا عصفورة المنحني ... بالله غني طرباً واسجعي

وأنت يا عين إذا لم تفي ... بذمة الدمع فلا تهجمي

أبيت أرعى النجم في سدفة ... ضل يها الصبح فلم يطلع

فهل إلى الأشواق من غاية ... أم هل إلى الأوطان من مرجع

لا تأس يا قلب على ما مضى ... لابد للمحنة من مقطع

يتمنى أن يرى مصر

وقال في منفاه يتمنى أن يرى مصر:

يا حبذا جرعة من ماء محنية ... وضجعة فوق برد الرمل بالقاع

ونسمة كشميم الخلد قد حملت ... ريا الأزاهر من ميث وأجراع

يا هل أراني بذاك الحي مجتمعاً ... بأهل ودي من قومي وأشياعي؟

وقال في هذا المعنى:

أبيت حزيناً في (سر نديب) ساهراً ... طوال الليالي والخليون هجد

إذا خطرت من نحو (حلوان) نسمة ... نزت بين قلبي شعلة تتوقد

شباب وأخوان رزئت ودادهم ... وكل امرئ في الدهر يشقى ويسعد

وقال أيضاً في منفاه:

ردوا علي الصبا من عصري الخالي ... وهل يعود سواد اللمة البالي؟

ماض من العيش ما لاحت مخايله ... في صفحة الفكر إلا هاج بلبالي

أدهى المصائب غدر قبله ثقة ... وأقبح الظلم صد بعد إقبال

لا عيب في سوى حرية ملكت ... اعنتي عن قبول الذل بالمال

قلبي سليم ونفسي حرة ويدي ... مأمونة ولساني غير ختال

<<  <  ج:
ص:  >  >>