حملها؛ وأن يكون لديه من المال - عدا نفقات السفر والإقامة - ما لا يقل عن سبعين جنيهاً. وإذا ثبت أنه باع عقاراً لا يملك سواه لينفق منه على رحلة الحج، منع من السفر ورد إليه عقاره.
ولم يكن من نتائج هذه السياسة أن انصرف الإندونيسيون عن الحج؛ فإنهم ليفدون على البيت الحرام أفواجاً مؤلفة؛ وإنما كان من نتائجها أنها جنبت العجزة منهم كثيراً من المهالك والمآثم، وبعثت إلى موسم الحج بالنماذج القادرة الصالحة لأداء هذه الفريضة.
. . . واجتمع في عرفات ثلاثمائة ألف أو يزيدون. وفي هذا الموقف تتجلى روعة الحج وحكمته؛ هذا المؤتمر الإسلامي العظيم الذي يهرع إليه المسلمون من جميع أقطار الأرض ليشهدوا منافع لهم.
ولكن أي منافع تلك التي شهدناها في هذا الموقف الجامع، وأي ثمرات جنيناها من ذلك المؤتمر الخطير الذي لا تتهيأ أسبابه المادية والروحية إلا يوم عرفه؟
. . . وأخذتني سنة من النوم وأنا جالس في المخيم الذي أعده فندق مصر لنزلائه، أتفيأ الظل وأقرأ في كتاب. وإذا بي أشهد جبل (إلال) قد أقيمت عليه مظلة كبيرة تخفق فوقها عشرات الأعلام، وقد جلس تحتها نفر من الناس في لباس الإحرام، على منصة ذات أسوار. وإذا رجل منهم يقف أمام جهاز للإذاعة فيهتف:
- الله أكبر، ولله الحمد.
ثم ينطلق في حديث تردده أجهزة للإذاعة أقيمت بين الخيام. . .
إنه يتحدث عن هذا الموقف العظيم، ويرجو أن يكون شهوده جديرين بأن يباهي الله بهم ملائكته في السماء!
ثم هو يتلو على الناس ما اتخذه مؤتمر الحجيج في الموسم السابق من قرارات، وما قامت به الدول الإسلامية لتنفيذ هذه القرارات من جهود. وهو يستعرض بعد ذلك قضايا العالم الإسلامي، وعلاقاته بغيره من الدول، في إحاطة وإيجاز. ويتنحى عن مكانه بعد أن يقدم للحديث أولئك النفر الذين يجلسون حوله واحداً بعد الآخر. . .
فهذا آية الله الكاشاني يتحدث عن تأميم الزيت في الحقول الإسلامية؛ وعن مشروع الكتلة الثالثة، التي تحفظ على العالم الإسلامي والعربي كيانه، ويعتدل بها ميزان الأمن والسلام