للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهذا حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية، يتحدث عن التقريب بين المذاهب، وعن الاجتهاد في الشريعة، حتى توائم تطور العصر وتواجه مشكلات المجتمع. وحتى يصبح التشريع الإسلامي مادة حية في المجتمع الإسلامي، وليس أثراً جامداً في الكتب الصفراء. . .

وهذا الأمير فيصل يتحدث عن مشروع خمس السنوات الذي وضعته الحكومة السعودية للنهوض بمرافق الدولة ومستوى الشعب، ورصدت له مائة مليون من الجنيهات.

ثم عاد التحدث الأول إلى (الميكرفون) يقول:

- والآن، أيها الأخوة، نختتم هذه الجلسة الأولى للمؤتمر. وموعدنا معكم أيام التشريق في (منى) حيث تجتمع اللجان الفنية لدراسة ما لديها من مشروعات، وما تقدمونه إليها من مقترحات، ثم تعرض تقاريرها على المجلس الأعلى للهيئات النيابية، فيحولها إلى مواثيق تأخذ طريقها إلى التنفيذ.

- الله أكبر، ولله الحمد!

وأفقت من غفوتي على ضجة في المخيم، وتلفت فإذا الخدم يحملون أكواب الشراب المثلج، والناس يتصايحون ليطفئوا ظمأهم الشديد.

ثم هدأت الضجة، ولم يزل أثر هذا الحلم الجميل يداعب أجفاني، ويراودني على الإغفاء من جديد!

وساءلت نفسي: أين نحن في موقفنا هذا من تلك الصورة التي طافت بي في المنام؟ وأين هي تلك المنافع التي جئنا لنشهدها في هذا الموقف الجامع العظيم؟

إن جبل (إلال) ما يزال ماثلاً أمامي تغطي جوانبه وقمته آلاف الحجاج، تصهرهم أشعة الشمس المحرقة، ويرمضهم حرها الشديد؛ ولا تطوف بخواطرهم إلا معان غامضة ساذجة، ليس بينها وبين تلك المعاني المشرقة الرشيدة التي طافت بخواطر أولئك النفر الذين تخيلتهم في منامي، إلا ما بين الحقائق والأحلام.

وإن هؤلاء النفر الذين يمثلون الصفوة المفكرة المجاهدة من رجالات الأمة الإسلامية، والذين تخيلتهم في موقفهم ذاك على جبل (إلال) يتحدثون ويلهمون؛ فتهتز لحديثهم جنبات الوادي، وتتجاوب مع كلماتهم قلوب الملايين من مسلمي الأرض، وتنخلع أفئدة زبانية

<<  <  ج:
ص:  >  >>