الاستعمار وقراصنة الشعوب. . . ها هم أولاء بذواتهم يؤدون فريضة الحج، ويقفون في عرفه. ولكن وقوفهم هذا أبعد ما يكون عن وقوفهم ذاك؛ بعد الأرض عن السماء.
إنهم هنا لا يؤدون تلك الأمانة العظمى، فيتحدثون إلى مئات الألوف، ومن ورائهم مئات الملايين؛ ومن ورائهم دول العالم ترهف السمع والقلب - حديث التوجيه والإلهام والبعث والبناء؛ ولكنهم يقفون كغيرهم من عامة الناس، ممن لا يحملون أمانة، ولا يضطلعون بمسؤولية. وإذا تحدث أحدهم لا يتجاوز حديثه بضعة أفراد، ولا يتخطى أبواب الخيمة وآذان سامعيه!
أين هي إذن تلك المنافع التي جئنا لنشهدها في هذا الموقف الجامع العظيم؟
إن منفعة واحدة هي التي أزعم أنني أفدتها. ويزعم الكثيرون.
هي الشعور بهذا النقص الخطير في تمثل حكمة الحج وتلك المسؤولية الكبرى في إهدار هذه الفرصة التي لا تتاح للمسلمين إلا مرة كل عام.