للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما صرح له بذلك! إن الممثل الذي كان يقوم بدور الزوج - وهو الأستاذ صلاح سرحان - قد أختلج واضطرب عندما أراد أن يقوم بهذه التوبة والإنابة فأكبرناه وحمدنا له هذا الاختلاج والاضطراب! إنه إحساس منه بحرج الموقف، وشدة المفارقة، والنقلة المفاجئة من الضلال البعيد إلى الهدى والاستقامة!

وكم كان خيراً لو أن المؤلف نأى عن الكلام الذي يمس الناحية الجنسية كقول الخادمة مثلاً عن وكيل المكتب الذي طلب أن يكون متقدم أتعابه قبلة (إذا كان المنيل بيعمل كده على المقدم!) وكقول المؤلف - متهكماً عن نظام علاقة الزوج بعشيقاته إن (جلساته تنعقد في البارات، والحكم على السلم، والتنفيذ هنا في الشقة!) وغيرها فإن هذا - وإن أضحك البعض كما يقصد إليه المؤلف - فإنه يؤذي شعور البعض الآخر والمسرح للناس جميعاً.

وكم كان خيراً لو أنه نأى عن الكلام الذي فيه تعريض ببعض الناس أو زراية ببعض الطوائف مثل قوله للخادمة (أنت خدامة ولا مدرسة إنشاء!) ومثل قوله (إنها متخرجة من حي زينهم) ومثل زرايته المستهجنة بالشعراء وإظهاره لأحدهم وهو يخور كالثور قائلاً (عا - عا) ويدق صدره بيده كالمجنون، ويقبض قبضات من الهواء يضحك لها الناس فيرضى المؤلف ويمتلئ سروراً بضحكهم! وأرجو ألا تجمع الرغبة في الإضحاك ببعض المؤلفين إلى هذا الحد. وكم كان خيراً لو قال - نوعاً ما - من الاعتماد الكثير على التليفون الذي استمر معه طول الرواية والذي يذكرنا بالمغني الضعيف الذي يجعل أكبر اعتماده على (التخت)!

ولا أدري كيف يشهد الزوج الريبة بين زوجه وصديقه ويؤمن بهما إيماناً تاماً، ثم يدور الحوار بينهم طويلاً، وصديقه ينحيه ويبعده عنها - باعتبار أنها صديقته التي صارت خليلة لصديقه هذا - ويستمر هذا الحوار ربع ساعة دون أن يعلن أنها زوجته؟ كيف يحتمل الزوج هذا كله؟ وما الذي عقل لسانه عن إعلان أنها زوجته؟ بل ما الذي أقعده عن قتله أو قتلها وهو ما يفعله الكثيرون في مثل هذا الموقف؟

أما المخرج والممثلون فأشهد أنهم - في جملتهم - قد أمدوا هذه المسرحية بحياة ليست منها في شيء، فإنهم قد بذلوا جهداً مشكوراً وحملوا مشقة كبيرة، وأخص بالذكر منهم (أحمد الجزيري)، (نور الدمرداش) ولكني أسأل الأستاذ المخرج: كيف - وقد جعل المؤلف فصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>