للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

زالوا فما بكت الدنيا لفرقتهم ... ولا تعطلت الأعياد والجمع

والدهر كالبحر لا ينفك ذا كدر ... وإنما صفوه بين الورى لمع

لو كان للمرء فكر في عواقبه ... ما شاب أخلاقه حرص ولا طمع

وكيف يدرك ما في الغيب من حدث ... من لم يزل بغرور العيش ينخدع

دهر يغر وآمال تسر وأع ... مار تمر وأيام لها خدع

يسعى الفتى لأمور قد تضربه ... وليس يعلم ما يأتي وما يدع

يا أيها السادر المزور من صلف ... مهلاً فإنك بالأيام منخدع

دع ما يريب وخذ فيما خلقت له ... لعل قلبك بالإيمان ينتفع

إن الحياة لثوب سوف تخلعه ... وكل ثوب إذا ما رث ينخلع

وظل البارودي بعد عودته من المنفى في عزلة عن الناس، لا يجتمع إلا بالصفوة المختارة من الأدباء والشعراء والحافظين لعهده، إلى أن أدركته الوفاة سنة ١٩٠٤، فخلف مجداً لا يبلى على الزمان.

عبد الرحمن الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>