للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان حكمه، وقال: (تلك كما قضينا وهذه كما نقضي) والمسألة مشهورة وأقوال فقهائنا كثيرة معروفة.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

علي الطنطاوي

حول كلمة قدوم

قرأت ما كتبه الأستاذ علي حسن هلالي في العدد الأخير ١٠٢٢ من مجلة الرسالة عن - القدوم - تحت عنوان (لغويات) فرأيت أن أقول كلمة في هذا الموضوع.

ومن الرجوع إلى مؤلف (الرأي الحاسم، في الكلام الصحيح الذي خلت منه المعاجم) للشيخ أمين ظاهر نجده قال: ويجمع قديم على قدم كعتيق على عتق وكذلك قدوم (بمعنى مقدام) على قدم قال حسان:

ليوث إذا غضبوا في الحرو ... ب لا ينكلون ولكن قدم

وفي المعاجم أن القدم مفرد صفة للشجاع، فلو صحت هذه لكانت كجنب وهي في الأصل جمع جنيب. وزعم الصباح أن قدماً جمع قدوم بمعنى آلة النجارة. على أن شعر حسان يأتي بقدم جمعاً لقدوم بمعنى مقدام. والقياس يقبله مثل صبر جمع صبور. ومجيء جمع قدوم اسم آلة وجمع قدوم صيغة مبالغة على وزن واحد يتنافى مع حكمة؛ اللغة فالخال بمعنى الشامة والخال بمعنى أخي الأم يتفقان في اللفظ المفرد ويختلفان في صيغ الجمع. وهذا بحث لم يرد في معجم ولا في كتاب صرفي. فعلى من يظن في نفسه اقتداراً على وضع معجم أن يتجرد له ويثبت بالدليل العلمي بصيغة جمع قدوم بمعنى مقدام وصيغة جمع قدوم بمعنى آلة النجار في قول الشاعر:

فقلت أعيراني القدوم لعلني ... أخط به قبراً لأبيض ماجد

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر أقول: إن المؤلف المذكور كان ذكر في أول كتابه المذكور - وإن شئت فسمها رسالته - بأنه يتعهد بالجوائز الآتية لمن يحل القضايا اللغوية الآتية:

١ - ذهب واحدة أي جنيه: لمن يجيء بالفرق بين جمع قدوم بمعنى مقدام وقدوم بمعنى آلة النجار.

<<  <  ج:
ص:  >  >>