إلى ترقيات إلى غير ذلك! وليست المشكلة مشكلة الموظفين فقط، ولكنها مشكلة الأنظمة واللوائح والأساليب العتيقة الركيكة المتعفنة التي يعمل الجهاز الحكومي في ظلها، والبطء الذي يشبه الموت في سير الأعمال الحكومية. ولعلكم تذكرون حكاية الأستاذ نجيب الريحاني عن الورقة التي انتقلت من امبابة إلى الجيزة في ثلاث سنوات!
. . إن جهازنا الحكومي غير منتج، وإذا أنتج فإن إنتاجه كثير التكاليف، فعلينا أن نختزل الكثير والكثير جداً من خطوات الأعمال الحكومية التي لا طائل وراءها سوى الأبهة للرؤساء والصولة لأصحاب النفوذ!
هل أدت السينما المصرية رسالتها نحو المجتمع؟
كان هذا الموضوع محل مناظرة حامية بدار نقابة السينمائيين المصريين مساء الأحد الماضي، رأسها الأستاذ الرقيب أنور حبيب، وحضرها الأستاذ محمد فؤاد جلال وزير الإرشاد القومي الذي افتتح المناظرة بكلمة اعترف فيها أن السينما إحدى السلطات الكبرى في الدولة؛ لأنها توجه عقول الناس والعقول هي التي تحكم، ولأنها يغشاها الناس جميعهم على اختلاف أعمارهم وثقافتهم، وهذه الجماعات هي أساس الديمقراطيات الحديثة التي تعتمد عليها الحكومات وتلتمس ثقتها وتأييدها.
وقد تكلم مؤيداً للرأي الأستاذان رشيد النحال ويوسف وهبي، وتكلم مخالفاً له الأستاذان أحمد بدر خان وعبد المنعم شميس. وكان الوقت المقسوم لكل منهم ربع ساعة ولكنهم بعد أن انتهوا من كلامهم عادوا فتكلموا مرة أخرى، واشترك بعض الحاضرين في المناظرة، وحمى وطيس الجدل، وانقسم المستمعون قسمين متناجزين بالتصفيق والهتاف والعبارة!
وقد جرت المناظرة على الوجه الآتي - في إيجاز -:
تكلم الأستاذ رشيد النحال فذكر أن الدفاع عن قضية السينما إنما هو الدفاع عن رواد السينما القدامى الذين انحسرت عنهم كل معاونة وحرموا كل تشجيع. ولا تنتظروا أن أقول إن السينما قد بلغت عندنا مثل الذي بلغته في أوربا وأمريكا، ففي إنجلترا - مثلاً - يغشى دور السينما ثلاثون مليوناً من الناس، وفي أمريكا يغشاها مائة مليون. أما في مصر فما زال الناس يرونها وسيلة للتسلية وتزجية للفراغ! وما زالت الدولة تأبى أن تمد لها يد المساعدة الجدية النافعة. لذلك وقف جهد رجال السينما عند حد لم يستطيعوا أن يتجاوزوه ولم يكن