للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسأتكلم عن سمنان ودامغان حين أصف عودتنا من مشهد الى طهران. وقطعنا من دامغان الى شاهر ود ٦٧ كيلا، وبلغنا المدينة بعد الغروب، وقد زين شارعها بساجيد كثيرة، فنزلنا بدار كيرة خارجها، نزل بعضنا في حجراتها وآخرون في خيام ضربت في الحديقة وفرشت فرشاً حسناً، وقد شعرنا بالبرد الشديد في هذا البلد، وأصابني به برد لازمني حتى عدت الى طهران، فنغص على السفر قليلاُ وأفاتني بعض المشاهد. فلها في سفرنا ذكرى لا تنسى

إذا أنت لم تنفع فضر فانمايرجى الفتى كيما ويضر وينفعا

وشاهرود قرية غربي خراسان على مقربة من حدود ولاية استرآباد، طولها ٥٢ درجة وعرضها ٣٦ وارتفاعها ١١١٠ أمتار.

وهي مكان تجاري على الجادة من طهران الى مسهد، ويذهب منها طريقان الى استر آباد. وفيها مجرى ماء عذب، وبساتينها كثيرة

والى الشمال منها بسطام بلد الصوفي الكبير أبي يزيد البسطامي المتوفي سنة ٣٦، وبها قبره؛ وقد تحولت التجارة عنها الى شاهرود في القرن الماضي فتضاءلت حتى صارت قرية صغيرة. وقد بنى ألجايتو خان من السلاطين الايلخانية مسجد أبي يزيد والمسجد الجامع

- حرصت على زيادة أبي يزيد - فقيل لي سنزوره في عودتنا من مشهد، ثم لم يتيسر لنا هذا حينما رجعنا الى شاهرود قافلين الى طهران لضيق الوقت وتعلل سائق السيارة بوعورة الطريق. وأنا أنقل هنا ما كتبه ياقوت وقد زارها قبل سبعة قرون

فتني أن أرى الديار بعينيفلعلى أرى الديار بسمعي

قال ياقوت (وقد رأيت بسطان هذه، هي مدينة كبيرة ذات أسواق، إلا بنيتها مقتصدة ليست من أبنية الاغياء.

وهي في فضاء من الارض، وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها، ولها نهر كبير جار. ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي رحمه الله في وسط البلد في طرف السوق. وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي)

وبسطام ودامغان كانتا من مدن قومس المعروفة في التاريخ الأسلامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>