للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تركنا شاهرود صباحاً ونحن ننشد ما قاله أبو تام حين اجتاز بقومس وهو يؤم عبد الله بن طاهر في نيسابور

يقول في قومس صبحي وقد أخذت

منا السري وخطى المهرية القود

أمطلع الشمي تبغي أن نؤم بنا؟

فقلت كلا ولكن مطلع الجود

ونذكر ما قاله يحيى بن طالب الحنفي:

أقول لأصحابي ونحن بقومس

ونحن على أثباج ساهمة جرد

بعدنا وبيت الله من أرض قرقري

وعن قاع موحوش وزرنا على البعد فصلنا من شاهرود والساعة ثمان إلا ربعاً من صباح الاربعاء ومررنا بعد نصف ساعة بقرية قفر اسمها خير ىباد. قال سائق السيارة هذه قرية هاجت بساكنيها العقارب، حتى تعذر عليهم الاقامة بها فهجروها، ونزلنا بعد ساعة وعشر دقائق في منزل على الطريق اسمه (باغ زيدر)، فشربنا الشاي على جدول عليه أشجار جميلة.

وسلكنا طريقاً موحشة ذات تلال ومحان كثيرة.

قال محدثنا كانت طريقاً مخوفة لا يفارقها خطرالتركمان. ورأينا هناك قلاعاً قديمة مشرفة على الطريق. ونزلنا وقت الظهر في قرية اسمها داوكرزن في خان ضربت فيه خيام بيرة فاسترحنا وتغدينا، ثم ركبنا بعد ساعة ونصف نؤم سبزاوار. وهي كاسمها في إقليم مخضر، كثير البساتين فيه مجرى ماء، وكانت مدينة عامرة، قامت فيها في القرن الثامن الهجري (٧٣٥ - ٧٧٢) أمارة عرف أمرؤها باسم السربداريين (سربداران) واوهم خوجه عبد الرزاق أحد رجال السلطان أبي سعيد آخر ملوك الدولة الابلخانية، ودامت الامارة خمسا وثلاثين سنة تداول فيها الامر المضطرب اثنا عشر أميراً حتى قضي عليهم تيمورلنك وسبزوار الآن بلدة صغيرة لا يبدو عليها غني ولا جمال. ودخلنا وثد زين شارعها سموط من مصابيح الكهرباء. نزلنا بها وأوينا إلى خان واسع ذي طبقتين، فرشت حجراته فرشاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>