(إن الرجل المتدين هو الذي يشترك في تمثيل سلطة الله على
الأرض، ٌائمة نفسه حق القيام بما يجب عليها من قواعد
الأخلاق. يستيل علي أن اتخذ لي هدفاُ وغابة هذه الحياة التب
يتبرم الناس بهمومها وأفراحها. . . وإنما يجب على أن يكون
لي غرض مباين لهذه الأغراض. . . إن الاشياء تقاسمنا -
بحسب أهوائنا - أمانينا وميولنا، فهي تئن إذا أرغمها على
الزهو مرغم وهي ترجو الانعتاق إذا أمسك الحرية عليها
مسك، وهذا الأمل المتوقد في ما هو أسمى وأرفع وفي ما هو
أبقى وأخلد، وهذه السآمة من الأشياء الزائلة الفانية، كل هذه
هي عواطف لاصقة بقلب الانسان! ووراء ذلك صوت لا يمكن
لبشر أن يخنقه إذا علا وارتفع في صدر الانسان، يوحي عليه
أن هنالك واجباً فرض عليه أن يقوم به لأنه هو الواجب،
والانسان الذي لا مفر له إلا إلى نفسه يسمع ذلك الوصت
ويردد معه (ليمنعني ما يمنع! فانني لقائم بواجبي حتى لايكون
هنالك لائم) وهذا الحل الذي وجده هو الذي يجعله محتملاً لهبة
الحياة إذا استلمها، ولا نتزاعها منه إذا فقدها، يقول بنفسه. .
أريد أن أنجز أيامي لأن الواجب يدعوني إلى ذلك. . . أريد