للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قيمته الفلسفية

أجمع النقاد على أن فلسفة فيخت ليس لها ذلك الألتئام والاتحاد اللذان تمتاز بهما فلسفة (انت)، وإنما هي قوة منبعثة يجهل بواعثها فيخت نفسه. قد لا تتفق وجوهها إلا بجملة امتيازات خاصة لو تأملها متأمل عن كثب لرأى ركاكتها ولمس ضعفها، فالذات في نظره هي الفاعل المطلق، ولكن يف يسند إليها هذا الأطلاق وهي ليست بالمطلقة، وكيف تكون مطلقة وحولها ذوات ثيرة مثلها، كل ذات منها مطلقة في نفسها؟

إن قيمة فلسفة فيخت لا تتمثل حقيقة فيما اتسفت وابتدعت - في عوالم النفس - فهي لم تكتشف شيئاً، ولم تكشف عن شيء في المسائل العلمية، ولكن هذه الفلسفة ستبقى مطبوعة بصفة لاتبلي، هي سر كل بقائها وعظمتها

قد يأتي يوم يفقد فيه (كانت) كل مناصر، ولكنه لن يفقد بعض آراء مثمرة جديدة لها خطرها فيما أبدعت، (وفيخت) لن يفقد بعص صفحاته النقية وبعض آرائه السامية. وهب أنه فقدها، فهو لن يفقد ذلك المثل الأعلى الذي هام في طلبه طيلة حياته، وكان أبلغ واسمى ما تجلى به مذهبه أن الأنسان الأخلاقي - في فيخت - يغلب على الأنسان الفيلسوف! والأنسان الأخلاقي - في فيخت - يغلب عليه وسمو عليه النسان وحده. . .

(يتلي) خليل هنداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>