للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رقماً من الارقام. . إنني أعرف انكم متزوجون. ومعنى ذلك أن مرتباتكم الكاملة تقدم اولاً بأول إلى زوجاتكم. . . والأرقام التي وجدتها في دفتر دخل السيدة (ماري لو) نقلتها هنا بكل أمانة. . . ولابد أن تكون هذه الارقام هي اختلاساتكم الجليلة اشأن، المحسوبة حتى أخر فلس

ولم يغضب هؤلاء السادة لسماع ذلك، إذ أن هذا الشاب الظريف كان قد دفعهم الى التمتع برؤية مستقبل باهر. ثم لم يغب عنه أنه يختم الليلة بالتحدث عن مكارم الأخلاق إذ قال:

(إنه لا يليق بمقامكم أيها السادة أن تجر عليكم الخسارة امرأة مثل السيدة ماري لو. . إنني أكتفي بهز رأسي. انظروا الي، إنني لم أجد اسمي في دفتر دخل السيدة ماري لو، برغم أني أعمل معها ليل نهار في مراجعة حساباتها وشؤن أخرى)

وراج التأمين ضد الحالات غير المرغوب فيها بسرعة فائقة، وأصبح عدد الاعضاء ثلاثين عضواً، إذ وجد الهر فريد أسماء الاربعة والعشرين الجدد مدرجة واحداً بعد واحد في دفتر ماري لو. . . وسرعان ما كانت له سيارة جديدة يجوب بها البلاد والمدن المجاورة، لينشئ فيها فرعاُ لشركته التعاونية هذه، أو ليقوم بما يشبه ذلك من الأعمال. وكان كل مطمعه الا يظهر أي اختلاس في الوطن الذي يحميه

ومن الأموال المقيدة بارقام ميتة في دفتر لخزينة ان الصيارفة يرتعون في بحبوحة من العيش. وكان المفتشون والمراقبون يجدون كل شيء على أمله. وكانت الاحصاءات تدل على ان درجات الشرف ترتفع باستمرار في البلاد

ولا أن اجتمعت الجمعية العمومية في (حانة الطاحونة الملكية)، وفقاً لتقاليدها القديمة، كان التقرير السنوي حسناً، فوافق عليه الثمانمائة عضو بالاجماع. وأذاغ الهر فريد في خطابه السنوي قرب تحيقي ما يأمله من تبليغ أعمال الشركة الى عاصمة الدولة حتى يقضي على الاضطرابات المالية وفق طريقته المبتكرة، ثم جلس بين عاصفة من التصفيق والابتسام، وفي هذه اللحظة اندفع باب غرفة الاجتماع، وتقدم اثنان من مديري البنوك، وثلاثة من مديري المصانع، يعلو وجوههم الحزن. وكان يحمل كل منهم خطابات ورسائل مطبوعة تشيد بمكانة شركة التأمين وقدرتها. وظن المجتمعون أن عهد الاختلاسات قد مضى فاختل التوازن بينهم. ولكن الهر فريد بقي جالساً لاتفارقه ابتسامته

<<  <  ج:
ص:  >  >>