نكلسون أول من أدخل نظام الحب الفلسفي والوجد والاتحاد بالله بدل الخوف والرهبة
٢ - اطور الثاني: التصوف الفلسفي
لقد أخذ التصوف في هذا الطور شكلاً فلسفياً ونظاماً مستقراً في الدين يميل العلماء إلى نسبته إلى عوامل خارجية من نظريات فلسفية وأديان أخرى. فمن ذلك:
أ - المصدر الهندي: يعتقد بعضهم أن لهذا التشابه بين كثير من العقائد الصوفية في صورها الراقية الناضجة وبين بعض النظم الهندية وعلى الأخص الـ أساساً واحداً ونبعاً مشتركاً يجب أن يبحث عنه في الهند، فان معظم المتصوفة الاول نشأوا في خراسان وظهرت فلسفتهم الصوفية فيها؛ ولعل مبدأ الفناء الذي يندمج فيه المتصوف بالله ويفقد شخصيته الفردية، مستمد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من عقيدة (النارفانا الموجودة في الديانة الهندية
ب - المصدر النصراني: يعتقد المتصوفة أن غاية كل الأديان واحدة، وأنها كلها تصل بالأنسان الى الهدف المقصود والغاية المرجوة، فليس إذن أن يحتك المتصوفون بالرهبان السيحيين، ويمزجوا بهم فيظهر أثر ذلك في تعاليمهم وأنظمتهم، خصوصاً وقد ظهرت هذه النزعة التنسكية الزهدية في الكنيسة المسيحية في القرنين الأول والثاني للهجرة
ج - الافلاطونية الجديدة: ظهر هذا النظام الفلسفي في أوائل القرن الثالث المسيحي على يد (أمونياي ساكاس) وبلغ أوجه في زمن تلميذيه بلاتينيوس وفرفوريوس النحوي شارح تعاليمه. وإذا ما دققنا في تعاليم هذا المذهب الأدبية رأيناها تؤدي حتماً الى التصوف، إذ يعلم أن طريق الخلاص هو بالتجرد التام عن المادة، وأنفصال النفس عنها؛ بذلك يتصل الانسان (بالعقل الأول) اللفظ الفلسفي للحق سبحانه، وينال الغبطة التي يعبر عنها المتصوفون بالفناء. لقد انتشرت هذه التعاليم الفلسفية في العالم الاسلامي، وكان أثرها في الفلاسفة المسلمين واضحاً جلياً
د - فلسفة المعرفة جماعة هذا النظام الفلسفي الذي نشأ بين القرنين الأول والسادس للمسيح يعتقدون أن الايمان وحده لا يكفي للخلاص، بل إن المعرفة هي متممة. ويعنون بهذا أن يعرف المرء أنه من عنصر إآلهي، وأنه لابد أن يرجع في نهايته إلى هذا العنصر الذي نشأ منه، حينذاك وعندما ينغمس في هذا الاعتقاد تخلص نفسه من شوائب المادة