إني لا ستحيي كما عودتني ... بسوى رضاك إليك أن أتشفعا
أغنية شائعة، نستمع إليها، ونطرب لها، ونحفظها، وقليل من هو الذي يعرف أن قائلها أبن النبيه الشاعر المصري الذي أحببنا أن نحدثك عنه اليوم
- ١ -
يذر التاريخ ولاينسى لصلاح الدين وخلفاء صلاح الدين أنهم
هم الذين حموا ذمار الشرف من غارة الأوربيين الذين كانوا
يمنون النفس بالآمال الكاذبة في الشرق وامتلاك أرضه، فكان
العصر عصر حرب وقتال ونضال ونزال بين الشرق
والغرب، خرج منه الشرق ظافراً منتصراً على أيدي ملوك
مصر وخلفائهم. ولقد ولد شاعرنا على ما يظهر قبل أن يلي
صلاح الدين حكم مصر بقليل، ولنه نشأ لم يعش بمصر طوال
حياته، بل تركها إلى أقطار أخرى كانت كذلك تحت حكم
الأيوبيين؛ غير أنه على ما يظهر لي - لم يغادر الديار
المصرية مرة واحدة، بل كان يزورها في الحين بعد الحين،
واستطاع أن يتصل فيها بطائفة من وزراء الدولة وكبار
رجالها القاضي الفاضل، وأسعد بن مماتس، وصفي بن شكر.
والراجح عندي أنه لم يغادر مصر إلا بعد أن مات صلاح
الدين، فانه حينما خرج من مصر مدح العادل، والعادل لم بل
حكم الجزيرة إلا بعد أن مات صلاح الدين، ولذلك فابن النبيه