فالنظم والنثر عنده جنتان عن يمين وشمال. . . غير أننا
سنقصر كلامنا اليوم على شعره، وإن كنت أرجح أن المقدمة
التي في صدر ديوانه، وهي مقدمة نثرية من صنع ابن النبيه
فان منها قوله: وأحق الناس بعد الله تعالى بالشكر ملك أشار
اليه بنان البيان، وأينع بذكره جنان الجنان، وقلد بذكره
القريض فزان الأوزان، عف وعفا، وكف وكفى، وأحيا رفات
الوفا، فزمان دولته غض الغضارة، نض النضارة، حلو
البشارة، بديع الاشارةن المولى السلطان الملك الأشرف شاه
أرمن، سلطان العراق والشام، مظفر الدين ناصر أمير
المؤمنين، أبو الفتح موسى اين السلطان الملك العادل سيف
الدنيا والدين، أبي بكر بن أيوب خليل أمير المؤمنين، خلد الله
ملكه كما خلد في ديوان المحامد ذكره، وخذل بسلطانه أعداء
الدين، وأعز نصره، ولما لم يجد مملوك دولته، وغرس
فواضله، وربيب نعمته، الفقير إلى الله تعالى أبو الحسن كمال
الدين علي بن محمد بن النبيه ما يكافيء به أياديه، ويجاري به
إحسانه الذي يخجل الغيث روائحه وغواديه، توفر على
استخراج جواهر صفاته من بحر كرمه، ونظم فوائد فوائده