حتى انقاد له، وأصبح ذلولاً، فحذف منه ما لا يرضي وأبقى
منه هذا الديوان الصغير، الذي اشتمل على جيد شعره (وإلا
فما هذا شعر من لا نظم إلا هذا الديوان الصغير) كما قال
صاحب فوات الوفيات، على أنه على ما يظهر لم يجمع ديوانه
كله، إذ أنك ترى في آخر ديوانه بعض شعر وقصائد ألحقها
به جامع الديوان بعد ابن النبيه. ثالثها أن شعر المدح يجب أن
ينبعث عن عاطفة حية هي عاظفة الشكران وحفظ الجميل،
وهو يرى أن المدح لذلك واجب لأنه شكر للنعم على ما أنعم،
وشكر المنعم أول الواجبات قال. . . إن شكر كل منعم
واجب، وقام على ذلك دليل انعقد عليه إجماع أئمة المذاهب،
وذل يدلنا على أنه حقاً من ممدوحه حس الصنيع وأيادي جمة
استحق من أجلها أن يشكر وأن يثنى عليه. رابعهما أن تلك
المقدمة تعتبر نموذجاً لنثره، وهي لذلك تستطيع أن تعطينا
صورة عن هذا النثر الذي دبجته براعة ابن النبيه، فهو نثر
صناعي يلتزم فيه السجع، ويكون لصناعة المحل الأول في
إنشائه، شأنه في ذلك شأن كتاب النثر في ذلك العصر الذي
حمل لواء الزعامة فيه القاضي الفاضل ون نهج منهجه، فلا