أليس كذلك؟ كثيرات من يفقنني حسناً، ولكني اتن الحب أكثر منهن. إنني خدمتك وخليلتك، وأنت مليكي ومعبودي. كم أنت رحيم وجميل وماهر وقوي!)
وبدأ المعبود كعادته يسأم العاطفة العارية والكلمات المعادة.
ولما عيل صبرها من زوجها وأمه، قررت الفرار مع عشيقها وأخبرته بعزمها. فأخذ يسوف ويؤجل، وهي تؤمل وتستعد. وأخيراً حل الموعد المضؤوب، وبدلاً من ان يحضر أرسل اليها كتاباً يخبرها فيه بأنه لأجلها لن يطاوعها على فكرتها، ويريها أن فرارها معه عاقبته في النهاية وخيمة عليها، ويختمه بقوله:(. . . إنني أعاقب نفسي بالنفي للضرر الذي سببته لك. سأذهب بعيداً. لا أدري أين. لا تنسي الرجل البائس الذي تسبب في شقائك، وعلمي ابنتك اسمي حتى تذكره في صلواتها. وحين تقرئين هذه الأسطر البائسة أكون بعيداً، إذ يجب أن أتجنب الأغراء حتى لا أراك ثانية. كوني شجاعة. سأعود، وربما نستطيع بعد أن نتحدث بهدوء عن حبنا الأول، وداعاً. . .)
ولما قرأت الخطاب أغمى عليها، ومرضت ثلاثة وأربعين يوماً. وفي اثناء ذلك استدان زوجها ثمن الأدوية، وتدخل (ليريه) وتمكن أن يجعل بوفاري يوقع على كمبيالة لمدة ستة أشهر بالأشياء التي أخذتها مدام بوفاري. وبعدها طلب بوفاري من الرجل ألف فرنك يدفعها بله بعد سنة سبعين وألفاً
وأخيراً تحسنت صحتها قليلاً ولكنها أحست الزهد، وألح زوجها أن تحضر حفلة تمثيل في روان وهناك قابلا ليون
وفي القسم الثالث تبدأ مع ليون على أنقاض الغرام الأول حلقة غرام آخر مستهتر عنيف. والق أنها قاومت في مبدإ الأمر. فهي ما زالت متشائمة خائرة تحت تأثير الصدمة الأولى. إلا أن ليون الذي غيرته الحياة الباريسية حملها في تيار جارف. وفي فند في المدينة أخذا يلتقيان يوماً كل أسبوع. وكانت تتذرع أمام زوجها بأنها تتلقى دروساً في البيانو على معلمة في روان
واندفعت مرة أخرى في شراء هداياها فزادت ديونها وتعددت الصكوك وذاق ليون معها للمرة الأولى رقة الاناقة النسوية التي لا يعبر عنها وصف، وأصبحت لا غنى لها عن لقياه، وكانت تذهب لتدهوه من محل عمله، وترتعش إذا فكرت أن حبه قد يتلاشى يوماً ما