وبدأ ليريه يحاصرها مطالباً بنقوده، عارضاً كمبيالات أخرى، وخضعت لسحر النقود فأخذت توقع عليها وتندفع في متعتها
وأخيراً حول ليريه بضعاً من هذه الكمبيلات غلى مالي آخر. ولما ذهبت تسأله جلية الخبر جعلها توقع على أربع كمبيالات أخر. وأخذت ترسل إلى عملاء بوفاري المدينين وتطلب النقود منهم وترجوهم ألا يخبروه (لأن ذلك يؤثر في كبريائه.)
وفي ذات يوم استلمت ورقة حجز رسمية. وأرسلت لليريه وهي دهشة. وصارحها الرجل بأن ذلك هو السبيل الوحيد لاسترداد نقوده. ولم يقبل منها أي توسل أو رجاء
وذهبت على عجل إلى ليون وطلبت منه أن يبحث لها بأي وسيلة عن ثمانية اآف فرنك فلم يفلح، فعادت أدارجها ذاهلة مدحورة. وفي الصباح التالي نشر الاعلان الرسمي للحجز في الميدان
ونصحتها خادمتها أن تذهب إلى مسيو (جيللومين) المحامي الغني. فذهبت تشكو إليه ليريه وقصت عليه المسألة فقال:
- ولكن لِمَ لم تخبريني السبب؟ لماذا. . . . أخائفة أنت مني؟ أرجح ان لدي عذراً للشكور. فما نكاد نتعارف، لكني أعترف لك بأني أشد العبيد تفانياً، وأملي ألا يخامرك في ذلك شك
وأسك بيدها وانكب يقبلها بشراهة، وأبقاها على ركبته، بينما كان يعبث بأناملها، وأحست بأنفاسه على خدها، وقالت:
- (سيدي أني أنتظر) وشجب وجه الرجل فجأة وقال (ماذا؟) قالت: - (النقود.)
فقال:(لكن. . .) ثم أجاب الرغبة الحادة قائلاً:
(حسن. أجل!) وركع وهو يقول (بحق الرحمة، امكثي!)
ووق خصرها بذراه. فاندفع الدم إلى وجهها وتراجعت قائلة:
لا! سيدي أنت تنتهز خطورة مركزي بحماقة. إنني أستحق الرحمة، ولني لست للبيع.) وخرجت في ثورة من الهياج والغضب وخطره لها فجأة أن تذهب الى رودولف. فدهش لرؤيتها. ولم تخبره بمطلبها باديء الأمر. ورحب بها وأظهر أسفه لانفصالهما واندفع يقول إنها المرأة الوحيدة التي أحبها ورجاها أن تخبره بما يزعجها. ولما طلبت منه أن يقرضها ثلاثة الأف فرنك تراجع وأخبرها بأن هذا المبلغ غير موجود لديه