فقالت:(ليس لديك! كان الأحرى أن أوفر على نفسي هذا الذل. لم تحبني بتاتاً، ولست خيراً من اآخرين.)
وخرجت وهي تكاد لا تعي. ومر امامها الماضي سريعاً. وشعرت بأنها ستجن، وبأن روحها تتسرب منها كما ينزف الدم من الجريح. وأخيراً دخلت من الباب الخلفي لصيدلية (هوميه) وهو يتعشى. واستطاعت أن تحصل على مقدار من السم. وعادت إلى منزلها. وجدها زوجها المسكين تكتب خطاباً، ولما سألها عما حدث اجابته مشيرة إلى الخطاب (يجب أن تقرأ هذا غداً.) ورجته أن يتركها وحدها، استلقت على الفراش، وبدأت تظهر عليها أعراض السم، وأحست بالظمأ وبطعم الحبر. وسألها زوجها عما تشكو فلم تجب. وبعد قليل بدأ القيء. وأصبح وجهها أزرق اللون، وأخذت أسنانها تصطك، وبصرها يضطرب، ولما عاد يسألها في قلق أشارت إلى الخطاب. ولما قرأه صرخ طالباً المعونة. وحضر الصيديلي هوميه، وأرسلا إلى طبيبين، واضطربا في غمرات من الدهشة الذاهلة. ثم اتمى شارل على الفراش ينتخ. فقالت له:
- لا تبك، فلن أحتمل زيداة على ذلك
- لماذا؟ ما الذي دفعك إلى ذلك؟
- كنت مرغمة يا صديقي
- أما كنت سعيدة؟ أهي غلطتي؟ لقد فعلت كل ما أستطيع
- بلى ذلك حق. . . أنت طيب جداً
وعز على الرجل فراقها وقد أقرت أنها أجبته أكثر من أي لحظة خلت. لم تعد تره أحداً الآن. والصوت الدنيوي الوحيد الذي كانت تسمعه هو عويل قلبها المسكين، الذي كان هادئاً خافتاً، كالصدى الأخير لموسيقى بعيدة. وقال وهي ترفع نفسها على مرفقها (أحضروا طفلتي.)
وحضرت وخاطبتها ثم أبعدتها. وأتي الطبيب، ولكنها بدأت تبصق دماً. وبدأت أعضاؤها تتشنج، وتغطي جسمها بقع سمراء - وحضر الطبيب الآخر فرآها ثم قال لزوجها:
- كن شجاعاً يا صديقي المسكين فما نستطيع شيئاً
ماتت المسكينة فأخذ كل شخص يشتغل الموقف. معلمة الموسيقى تطلب أجر ستة شهور