البرنس، واضطربت شؤون ألبانيا، وتفاقمت الصعاب حول الملك الجديد، وأضرم أسعد باشا نار الثورة فأرغم البرنس على مغادرة ألبانيا، لأشهر قلائل من مقدمه، وقبض أسعد باشا على رياسة الحكومة الجديدة (أكتوبر سنة ١٩١٤)، واختارت ألبانيا ملكاً جديداً هو البرنس برهان الدين ابن السلطان عبد الحميد. ولكن البلاد لبثت تتخبط في غمار الاضطراب والفوضى؛ وكانت الحرب الكبرى قد اضطرمت قبل ذلك بقليل، وأخذت دول الخلفاء تتطلع إلى ألبانيا كمركز حربي هام، وتخشى أن تغدو قاعدة لحركات ألمانيا والنمسا في المشرق؛ وفي ديسمبر سنة ١٩١٤ بعثت إيطاليا - بإيعاز الحلفاء - جملة عسكرية إلى ثغر فالونا الألباني فاحتلته؛ وعلى أثر ذلك وقعت بين الدول مفاوضات سرية بشأن ألبانيا، ووعد الحلفاء بأن يتركوا ألبانيا غنماً لإيطاليا مقابل دخولها في الحرب معهم؛ ووعدت النمسا من جانبها إيطاليا بأن تؤيد احتلالها لثغر فالونا وتطلق يدها في ألبانيا إذا هي لزمت الحياد. ولكنها لما رأت تردد إيطاليا دفعت جيوشها إلى الجنوب؛ وفي أواخر سنة ١٩١٥ غزت الجنود النمسوية الألمانية ألبانيا واستولت على اشقودرة، ووصلت إلى ظاهر تيرانا عاصمة ألبانيا، وغزت الجيوش البلغارية شرق ألبانيا؛ فاضطربت حكومة أسعد باشا الموالية للحلفاء وسقطت واضطرت إيطاليا إلى إخلاء ثغر دورازو ولكنها احتفظت بثغر فالونا. ولبث الألمان والنمسويون يحتلون شمال ألبانيا وشرقها لتأمين مواصلاتهم مع تركيا والميادين الشرقية حتى نهاية الحرب الكبرى. ولما انتصر الحلفاء كان من المقرر أولاً أن يعطى القسم الجنوبي من ألبانيا لليونان، ووافقت إيطاليا على ذلك بشرط أن تعترف اليونان بحمايتها على باقي ألبانيا مع التنازل عن سلخة شمالية لصربيا، ولكن هذا التقسيم لم يتم؛ وعادت إيطاليا إلى المطالبة بتنفيذ الوعد الذي قطع لها بالاستيلاء على ألبانيا. وفي مؤتمر سان ريمو (١٩٢٠) الذي عقد للنظر في مسألة الانتدابات، منح الانتداب على ألبانيا لإيطاليا، وأخذت إيطاليا تعمل لاحتلال ألبانيا وبسط سيادتها؛ ومع أن ألبانيا غدت عضواً في عصبة الأمم، فان إيطاليا استطاعت في أواخر سنة ١٩٢١ أن تحمل بريطانيا العظمى وفرنسا واليابان على إصدار تصريح تعترف فيه (بأن انتهاك الحدود الألبانية أو استقلال ألبانيا يمكن أن يعتبر خطراً على سلامة إيطاليا من الوجهة العسكرية)
على أن ألبانيا لم تستكن لهذه المحاولات الاستعمارية. والشعب الألباني شعب باسل رغم