تتعهد إيطاليا بمقتضاه أن تقدم لألبانيا بشروط معينة قرضاً قدره مائة مليون فرنك ذهباً بلا فائدة، وتؤدي منها إليها كل عام عشرة ملايين.
واهتمام السياسة الإيطالية بألبانيا وتمكين نفوذها منها يرجع إلى عوامل جغرافية وعسكرية خطيرة، فألبانيا تقع في مواجهة إيطاليا الجنوبية على الضفة اليمنى من بحر الأدرياتيك، وليس بين ثغر باري الإيطالي وبين ثغر دورازو الألباني أكثر من بضع ساعات، ولا يفصل برنديزي وفالونا أكثر من مائة كيلو متر؛ ثم إن شواطئ ألبانيا تصلح بطبيعتها قواعد ومرافئ حصينة للأسطول الايطالي، على حين أن الشواطئ الإيطالية المواجهة ليست لها هذه الخاصة. ولألبانيا وقت السلم جيش نظامي يبلغ تسعة الآف، ويمكن وقت الحرب أن بغدو مائة ألف، وهو مدرب على الأساليب الإيطالية بحيث يغدو وقت الحرب بالنسبة لإيطاليا عوناً لا يستهان به. ومن جهة أخرى فان وقوع ألبانيا في جنوب يوجوسلافيا خصيمة إيطاليا ومنافستها القوية يجعلها إذا نشبت حرب بين الدولتين قنطرة سهلة للوصول إلى إيطاليا وتهديد شواطئها وثغورها الجنوبية بسرعة؛ وإيطاليا تحسب لهذا الخطر حسابه، خصوصاً بعد تحسن العلائق بين ألبانيا ويوجوسلافيا في الآونة الأخيرة
ولنحاول الآن أن نستعرض موقف ألبانيا الحاضر بعد الذي أذاعته الأنباء الأخيرة عن وقوع اضطرابات خطيرة فيها يوشك أن تتمخض عن انقلاب سياسي جديد. والظاهر أن هنالك مبالغة في هذه الأنباء قصدت إليها بعض المصادر التي تعمل على تشويه سمعة ألبانيا ولاسيما المصادر اليونانية نظراً لعدم رضى اليونان عن معاملة الأقلية اليونانية في ألبانيا؛ وهذه الأقلية يسكن معظمها في القسم الذي ضم إلى ألبانيا من مقاطعة أبيروس وهي مثار الخلاف بين البلدين. وتنفي المصادر الألبانية الرسمية هذه الأنباء، وتقول إن ما حدث كله يتلخص في أن زعيماَ ناقماً يدعى محرم بجرا كطاري قاوم السلطات في أولميشت حينما أرادت أن تقبض لديه على بعض المجرمين الفارين الذين آواهم، وإن السلطات استطاعت أخيراً أن تقمع حركاته وأنه اضطر إلى الفرار مع بعض أنصاره إلى ما وراء الحدود اليوجوسلافية؛ بيد أنه إذا لم تك ثمة ثورة عامة في ألبانيا، أو كانت ثمة محاولة إلى الثورة سحقت قبل استفحالها، فانه لا ريب أن شئون ألبانيا ليست على ما يرام، وأنها تجوز فترة من الاضطراب والقلق. فمنذ نحو عامين تضطرم الكتلة المعارضة لأحمد زوغو