قلت (تحرق وقوداً كثيراً. . . تحتاج إلى جالون من البنزين كل أربعة أمتار)
قالت (لا تبالغ. . . إنها كبيرة ضخمة، فمن المعقول أن تحتاج إلى وقود كثير)
قلت (والعجل يطير أثناء السير)
قالت (أوه! ما هذا الإسراف في الطعن؟ هل أستطيع أن أجربها؟)
فخرجت بها، ودرنا بها دورات، ولم أرحمها - أعني السيارة - لأبرز لها - أعني للسيدة - عيوبها - أعني السيارة هذه المرة - فما كان في السيدة هنة، ولكنها كانت كأنها مسحورة، فلا البنزين القليل الذي وضعته فيها نفذ، ولا الماء غلا، ولا العجلة طارت
وقالت السيدة (أترى كيف كنت تبالغ؟ إن ماءها بارد كالثلج! ولا يزال أكثر البنزين باقياً، والعجلة في مكانها ثابتة. لو كان تاجر يصد الزبائن كما تفعل، لخرب!)
فلم تبق لي حيلة، وجاء صاحب المحل فتمت الصفقة، وحسب لي نصيبي من الثمن، مقدمة لثمن سيارة أخرى. . . . .
ولا أدري ماذا كان من أمر السيارة مع هذه السيدة المسكينة ولكنه لا ذنب لي، فقد حذرتها وأنذرتها، وأبرأت ذمتي