وأقسمت لأبيعنها، فما بقي لي على ألا عيبها صبر، ومضيتً بها - بعد إصلاح محورها - إلى الدكان الذي اشتريتها من صاحبه، وقلت له (بعها بأي ثمن! فما يعنيني إلا أن أتخلص منها)
وكان بيني وبيته ود، فسألني (هل تبيعها بنصف ثمنها؟)
قلت:(وبثلثه - بل بربعه!)
قال: لا لا. حرام. إنها سيارة فخمة! ولو عرضتها بهذا الثمن الزهيد لظن الناس الظنون، ولتوهموا أن فيها عيباً لا يداوى! وأخلق بهم حينئذ أن ينصرفوا عنها ويزهدوا فيها) فسألته
(بكم تنوي إذن أن تعرضها؟)
قال:(بمائة جنيه -)
فصحت (يا خبر اسود! بمائة؟ إن هذه سرقة!)
قال:(لا تكن أبله. . . مالك أنت؟)
وبقيت عنده أسابيع، لا يشتريها أحد، فمررتُ به يوماً فألفيته خارجاً، فرجا مني أن أنتظره حتى يعود. . . دقائق لا أكثر. . . وأخبرني أن سيدة ستحضرـ فإذا جاءت قبله، فعلي أن أستقبلها وأحييها حتى يرجع
وذهب. وجاءت السيدة، فلم يسعني إلا أن أنهض لاستقبالها، لا لأن صاحب الدكان كلفني ذلك، بل لأنها كانت أجمل من أن يستطع امرؤ أن يجرؤ على إهمالها، فقالت:
(هل أنت المسيو. . . . .؟)
قلت:(ليتني كنته! إذن لربحت في العام ثلاثة آلاف من الجنيهات! كلا! لقد خرج وسيعود بعد قليل جداً. . . . تفضلي!)