مجموع هذه الفقرات ٣٢ فقرة، منها ١١ بالفارسية و١٢ بالسوسيانية و٩ بالبابلية
٥ - بهشتون في نظر الأقدمين:
إن أقدم مصدر تاريخي نقع فيه على ذكر حجر بهشتون هو تاريخ ديودورس الصقلي، الذي نشأ في القرن الأول الميلادي فذهب إلى أن هذه المنحوتات قد أحدثتها (الملكة سميراميس) لتكون على طريقها ما بين بابل وأكبتانا. وحسبما يرتأي هذا المؤرخ، أن هذه الملكة العظيمة قد ضربت معسكرها عند الينبوع الواقع في أسفل الصخر، وقد غرست بستاناً هناك. . . أما وصفه للمنحوتات فليس بمضبوط، إذ زعم أن الشكل الذي لداريوش إنما هو لسميراميس، وذهب إلى أن الاثني عشر رجلاً المحيطين بالملك إنما هم مائة من حَمَلة الرماح، شخصوا حول ملكتهم!!. . . .
أما الكتابة فيقول إنها (بالأحرف السريانية). ثم قال بأن سميراميس قد تمكنت ان تصعد إلى أعلى الصخر بتكديس احمال وسروج حيواناتها شيئاً فوق شيء. إلا أن هذه الآراء بعيدة كل البعد عن الحقيقة وعارية عن الصحة ككل ما يُنسب إلى هذه الملكة الوهمية. وذكر ديودورس في موضع آخر من كتابه أن الاسكندر الكبير زار هذا الصخر لي سيره من سوسا إلى أكبتانا
ولقد عرف كثير من جغرافيي العرب كابن حوقل والأصطخري (في القرن العاشر الميلادي) وياقوت (في القرن الثالث عشر) هذه المنحوتات والكتابات في بهشتون، ولكن أحداً منهم لم يهتم بأمر الكتابات اهتمامه بالمنحوتات، كما يظهر لنا مما أوردوه عنها، هذا فضلاً عن أنهم لم يذكروا نوع الحروف التي كتبت بها
٦ - بهشتون في نظر السياح الأوربيين القدماء:
من أقدم السياح الأوربيين الذين زاروا بهشتون في العصور المتأخرة أمبرجيو بمبو (١٦٥٢ - ١٧٠٥) وهو تاجر إيطالي من أهالي البندقية رحل إلى بلاد الفرس خلال الربع الأخير من القرن السابع عشر، وأعطانا - بالنسبة إلى حالة زمنه - وصفاً دقيقاً لهذه المنحوتات
وبعد ستين سنة تابعه في هذا المضمار المستشرق السويدي أوتر (١٧٠٧ - ١٧٤٨)