الأم - ماذا تقولين؟ الكرامة؟ الحب يا ابنتي قبل كل شيء. . . الحب هو الحياة. . صدقي أمك العجوز المجربة. .
الزوجة (وكأنها عادت إلى نفسها) - كلا! لن أصفح عنه! لقد صممتُ على هجره. . . إن الضعف الذي أظهره الآن ليس خليقاً بفتاة مثلي شاهدت الحرب الكبرى
الأم (في غضب) - ها قد عدت إلى جنونك! (تنهض) افعلي ما شئت. . ولكن اعلمي جيداً أنك ستندمين على عملك هذا. . . أما أنا فقد سئمتُ من إسداء النصح إليك. . .
(تخرج، فيدخل الزوج من باب آخر وبيده بعض الأوراق
المنظر الثاني
الزوج - آسف لو كنتُ أزعجتك، ولكني أتيتُ لأرد لك بعض مستندات لك كانت محفوظة في الخزانة الحديدية. . .
الزوجة - (دون أن تلتفت إليه) حسن. . أشكرك. . . ضعها هناك. . . (تشير إلى مائدة بجوار السرير)
الزوج (في تردد) - هل صممتِ على الرحيل؟
الزوجة - أجلْ. . .
الزوج - هل نسيت كل شيء!: عهد خطوبتنا السعيد. . . نزهاتنا الطويلة في الخلاء. . . الورد الأحمر العجيب الذي كنتُ أقطفه لك خلسةً من حديقة الجار البخيل. . . ثم شهر العسل في ربوع إيطاليا الجميلة. . ثم مقامنا في نابولي تحت أقدام بركان (الفيزوف) المخيف. . . ثم نبيذ إكيا الذهبي. ثم موسيقاها الشجية. . ثم ليالي البندقية الشعرية فوق مياهها الساكنة. . . . . . هل نسيت كل ذلك الماضي البعيد القريب؟. . . . .
الزوجة (متململة) - ثم خيانتك. . . ثم كذبك. . . ثم. . . أرجوك دعني الآن أجمع حوائجي
الزوج - أنت تعلمين أني أسفتُ كثيراً على فعلتي الشنيعة. . . . عزيزتي. . . هلا صفحت عني؟
الزوجة - آسف لا أستطيع. . (في هذه الأثناء تضع خلسة صورة زوجها في الحقيبة فيراها)