للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العصر الروح الحربية التي سرت فيه، وروح القتال الذي كان على قدم وساق

كان العصر عصر حرب مشبوبة بين الصليبين من الأوربيين وبين المسلمين وملوك المسلمين، كما كان عصر نزاع بين بني أيوب على الانفراد بالسيادة والسلطان بعد أن مات كبيرهم صلاح الدين، ومن أحل هذا كان أظهر صفة بارزة يمدح بها شاعرنا ممدوحيه شجاعتهم في الحرب واستبسالهم في المواقع، فهو يقول لمن يمدحه:

مليك إذا سار بين السيو ... ف ترى البدر بين اشتباك الكواكب

وتزأر من تحت ذاك الركا ... ب أسودها من ظباها مخالب

فتلك اللهاذم زهر النجو ... م ومعتكر النقع جنح الغياهب

ويصف جيش ممدوحه بقوله:

وأسد على جرد لها مثل فعلهم ... إذا ما تجلى الموت في الحلل الحمر

دماء أعاديهم شراب رماحهم ... وأجسامهم هذي إلى الذئب والنسر

فإذا شئت أن ترى صورة من صور النزاع بين الإفرنج الذين كانوا يبغون الاستيلاء على مصر قلب الدولة الإسلامية وبدأوا غارتهم بالاستيلاء على دمياط فاستمع إليه يقول:

وتحت غيل القنا آساد معركة ... لها ثبات وفي الهيجاء وثبات

مستشرفات بآذان موكله ... لها إلى الثغر من دمياط حاجات

الويل للروم والإفرنج من ملك ... له من النصر والتأييد عادات

أين المفر لسرب الروم من أسد ... ضار له من رماح الخط غابات

دمياط طور ونار الحرب موقدة ... وأنت موسى وهذا اليوم ميقات

ألق العصا تتلقف كلما صنعوا ... ولا تخف من حبال القوم حيات

طأهم بجيشك لا تحفل بكثرتهم ... فانهم لبغاث الطير أقوات

أصبتهم بسهام الرأي من حلب ... وللمكائد من بعد إصابات

فطهر الله ذاك الثغر من قلح ... أصابه، وانجلت تلك الثنيات

لله من ثغر دمياط وبرزخها ... فتح له تفتح السبع السموات

شرحت صدر رسول الله وانحسرت ... بنصرة الدين والدنيا غمامات

فللرماح كلاهم أو صدورهم ... وللصوارم أعناق وهامات

<<  <  ج:
ص:  >  >>