الوطنية الألمانية الصميمة، فهو يبث الرعب والروع من حوله، ولكن من ورائه، بعيداً عن الفكرة الدينية، شعوب ألمانيا كلها؛ أحباراً وأمراء وشعباً
ومن هو لوتر من الوجهة الشخصية؟ هو رجل قوي البنية جاف الملماح، شاعر متواضع، وخطيب مفوه، ومجادل قوي الحجة، ومتصوف مكتئب، وموسيقي، وشجاع حين تجب الشجاعة، وديع ذلول إذا خلا بنفسه، مضطرم الذهن، يفيض رأسه دائماً بالتصورات المروعة؛ عدو الطبقات الرفيعة، دون أن يعرف كيف أو أني يسير
أما الثورة على رومة فليس من المحقق انه كان يرمي إلى الانشقاق عليها، ولعله كان يؤمل منها الإذعان والتسليم؛ ولعله كان يعتبر نفسه مصلحاً فقط للكنيسة، وهو ما يخلق بقس ذكي، وهناك ريب في أنه كان يعمل لانهيار هذا الصرح الشامخ الذي شادته الكنيسة خلال القرون، وأقامته فوق التوازن بين قوتين: زعامة الكنيسة الروحية، وسلطة أوربا الدنيوية. وأن أوربا في القرن العشرين، أوربا المضطربة، لا تستطيع إدراكاً لتلك الوسائل التي لجأ إليها هذا القس البارع - زعيم ألمانيا وزعيم الفردية - في تحقيق هذا الانقلاب العظيم
هذا هو ملخص الصور المختلفة التي يقدمها العلامة فونك برنتانو عن بطل ألمانيا القومي وبطل البروتستانتية في كتابه الجديد
البحث عن أصل الإنسان
ما زال البحث عن أصَل الأجناس البشرية من أهم المسائل التي يعني بها العلم الحديث؛ وفي كل عام توفد البعوث العلمية المختلفة إلى الأقطار المجهولة لتجري فيها ما تستطيع من التحقيقات والمباحث التي تلقي الضياء على أصل الإنسان والأجناس البشرية، وقد أعدت أخيراً في فرنسا بعثة جديدة لمعالجة هذه المباحث في مجاهل أفريقية؛ وذلك تحت رعاية وزارة المعارف الفرنسية، ومعهد علم الأجناس، ومؤسسة روكفلر العلمية، وانتخب لرآسة البعثة علامة ومكتشف شاب هو المسيو مارسل جريول الذي برهن على مقدرة خاصة في القيام بمثل هذه المباحث. وقد قاد المسبو جريول قبل ذلك بعثة في قلب أفريقية قطعت ما بين دكار عاصمة السنغال في الغرب وجيبوتي على البحر الأحمر في أقصى الشرق، ما بين سنتي ١٩٣١، ١٩٣٣؛ وقام قبلها أيضاً برحلة علمية في الحبشة، ونشر عنها كتاباً كان له وقع عظيم عنوانه (حملة المشاعل للإنسان). والبعثة الجديدة مكونة من