بعد انتشارها. فضلاً عن أنه يعين على إكمال تراجم عدة من الشعراء الفضلاء الذين ذكروا في اليتيمة. فالتتمة ذات خطر كبير ولاسيما قسمها الرابع الذي يتضمن أخبار أركان الدولة وأعيان الحضرة أي المنشئين والمستوفين والأدباء والشعراء الذين التفوا حول الملوك الغزنويين. هذا القسم يعد أعظم أقسام هذا الكتاب من حيث إنارَتُه مواضع مظلمة من تاريخ إيران وآدابها، واشتماله على أنباء كثير من الوزراء والمنشئين والشعراء والأدباء النابهين
ألف الثعالبي كتاب التتمة في أيام السلطان مسعود الغزنوي ما بين سنتي ٤٢٤ و ٤٢٨ وثَبَتُ هذا أن سنة ٤٢٤ وردت مرتين في هذا الكتاب (ص١١٤ و ١٤٥)، وأن شمس الكفاة خواجه أبا القاسم أحمد بن حسن الميمندي وزير السلطان مسعود كان قد توفي حين تأليف الكتاب، ووفاته كانت سنة ٤٢٤. (ارجع إلى صفحة ١٤٦ و١٥٥) فلا يمكن أن يكون تاريخ التتمة مقدماً على هذه السنة، والمؤلف مات سنة ٤٢٩؛ فتأليف الكتاب محصور بين سنتي ٤٢٤ و٤٢٩. وتتمة اليتيمة، كاليتيمة، اشتهرت منذ عهد المؤلف وصارت مرجع الأدباء. وقد اطلع عليها ياقوت الحموي ونقل عنها فقرات في كتابه معجم الأدباء. وحاجي خليفة يقول تحت عنوان اليتيمة إن للكتاب ذيلاً ألفه الثعالبي، ويذر اسمه صريحاً، ولكن هذا الاسم (تتمة اليتيمة) حرف إلى (يتيمة اليتيمة) في كشف الظنون المطبوع. وابن خلكان كذلك اطلع على هذا الكتاب وذكره في ترجمة أبي محمد عبد المحسن بن محمد الصوري (ج١ ص٤٢٨ - ٤٢٩ من طبعة باريس)، وقد نقل قطعة من الشعر نسبها الثعالبي في التتمة إلى أبي الفرج بن أبي حصين القاضي الحلبي (راجع ص٦٨ من هذا المتن) ثم اعترض على مؤلف التتمة وقال هذه الأبيات لعبد المحسن الصوري، رأيتها في ديوانه، وأخطأ الثعالبي في نسبة أشياء إلى غير أهلها فيحتمل أن تكون هذه الفقرة منها
قلنا إن كتاب التتمة كان في يد ياقوت الحموي. وقد نقل منه ياقوت فقرات بعينها، ومن ذلك نبذة في ترجمة أبي العلاء المعري (ج١ ص١٧٢)، وأبي علي بن مسكويه (ج٢ ص٩) والسيد المرتضى (ج٥ ص١٧٥)، وأبي جعفر محمد بن إسحاق البجاثي (ج٦ ص٤١٢) وغير ذلك. وليس خروجاً عن الموضوع أن أنبه هنا إلى مسالة: ينقل ياقوت في معجم الأدباء (ج١ ص١٧٢) أبياتاً رواها الثعالبي لأبي العلاء المعري، ثم يقول: قال