للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آمنوا أن تَخْشَعَ قُلُوبُهم لِذكْر الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)

فلو لفظتني الأرضُ من بطنها، وانشقّ عني القبرُ بعد الموْت - ما رأيت الدنيا أعجب مما طالعتني في تلك الساعة؛ وأخذ الشيخ يفسرُ الآية، فصنع بي كلامه ما لو بُعث نبيٌّ من أجلي خاصةً لما صَنَع أكثر منه

وكلامُ الحسن غيرُ كلام الناس وغيرُ كلام العلماء؛ فانه يتكلم من قلبه ومن روحه، ومن وجهه ولسانه؛ وناهيكم من رجل خاشعُ متصدعٍ من خشية الله لم يكن يُرَى مْقبلاً إلا وكأنه أقبل من دفن حميم قد أنزله في قبره بيده، ولا يُرى جالساً إلا وكأنه أسيرٌ أمروا بضرب عنقه، وإذا ذُكِرَتْ النار فكأنها لم تخلق إلا له وحده؛ رجلٌ كان في الحياة لتتكلم الحياةُ بلسانه أصدق كلماتها

فصاح صائح: يا أبا يحيى، التفسيرَ التفسير! وصاح المؤذنُ: الله أكبر. فقطع الشيخ وقال: التفسير إن شاء الله في المجلس الآتي

طنطا

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>