قلت: (لا)
قال: (لماذا؟)
فهربت من الجواب لأنه طويل، وكان بي كسل في تلك الساعة، فعاد يسأل:
(ماذا يحدث إذا وقعتُ فيه؟)
قلت: (تغرق فتموت)
قال: (يعني أكون كالسمك الذي فيه؟)
قلن: (كلا. إن السم الذي فيه حي، أما أنت وأنا فأنا نموت إذا وقعنا فيه، لأنا لا نعرف السباحة، ولم نخلق لنعيش في الماء كالسمك)
قال: (نموت كيف؟)
قلت: (نموت ي أخي! سبحان الله العظيم!)
قال: (ولكني أريد أن أعرف)
قلت: (أنا لم أمت، فكيف أعرف؟)
قال: (بابا)
قلت: (يا ساتر استر. نعم يا سيدي!)
قال: (أريد منك شيئاً)
قلت: (على العين والرأس يا حبيبي، قل يا سيدي. تفضل يا روحي!)
قال: (لماذا تتكلم هكذا؟)
قلت: (لأني أعرف أنك ملعون خبيث)
قال: (لا. . . .) وضحك (إنما أريد أن أراك)
قلت: (وهل عميتَ؟ ألستً تراني أمامك؟)
قال بسرعة: (لا لا لا. . . . إنما أريد أن أراك، في. . . . . في الماء!)
قلت: (تعال إلى الحمام، فان فيه حوضاً عظيماً)
قال: (لا) ممطوطة، بازدراء، (في البحر. . .)
قلت: (يعني تريد أن أغرق، وأموت؟)
قال: (آه! لأجل خاطري. ألست تحبني؟)