للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وينسب إلى مدينة طوس الإمام الغزالي، ونصير الدين الطوسي وغيرهما من العلماء. وقد مات الغزالي بها ودفن بالطابران إحدى محلاتها، رابع عشر جمادي الآخرة سنة ٥٠٥ ورثاه الابيوردي فقال:

بكى على حجة الإسلام حين ثوى ... من كل حي عظيم القدر أشرفُه

وما لمن يمتري في الله عبرته ... على أبي حامد لاح يعنفُه

تلك الرزيّة تستهوى قُوى جَلَدِي ... والطرف تسهره والدمع تنزفه

فماله خلّة في الزهد منكرة ... ولا له شبه في الخلق نعرفه

مضى، وأعظم مفقود فجعت به ... من لا نظير له في الخلق يخلفه

وينسب إلى طوس كذلك الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي صاحب الشاهنامة المتوفى سنة ٤١١. وبها مات ودفن على مقربة من باب رزان أحد أبواب المدينة. في سورها الشمالي الشرقي

وقد زار نظامي العروض قبر الفردوسي سنة ٥١٠ وقال: (وكان داخل الباب بستان للفردوسي فدفُن فيه وهو اليوم هناك) وقال هو لتشاه السمرقندي سنة ٨٩٣ (وقبره في طوس بجانب مزار العباسبة، ومرقده الشريف معروف اليوم، يزوره الناس) ويقول القاضي نور الله في أواخر القرن العاشر الهجري إنه زار قبر الفردوسي

وقد رآه بعض سياحي أوربا، أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. وقال خانيكوف سنة ١٨٥٨ إن البناء الصغير الذي كان يميز قبر القردوسي قد اندثر

وقد اجتهد أدباء إيران حتى عرفوا بالقرائن مكان القبر فشادت الدولة عليه بناء فخماً يرى القارئ صورته تحت هذا:

سرنا إلى طوس عشية يوم الجمعة ثالث شهر رجب (١٢ أكتوبر سنة ١٩٣٥ - ٢٠ مهرماه سنة ١٣١٣) فبلغناها بعد نصف ساعة فملنا إلى الشرق، واجتزنا نهر كشف في جادة واسعة تفضي إلى حديقة الفردوسي، فرأينا بستاناً كبيراً يتوسطه حوض واسع، وراءه بنية جميلة رائعة. وهي مصطبة واسعة مربعة يتوسطها بناء مربع القاعدة يرتفع زهاء أربعة أمتار، كتب على أربعة أوجهه أبيات من الشاهنامة. وزيد على الوجه الأول كتابة تبين عن عناية جلالة الشاه رضا بهلوي بالفردوسي، وأمره بتشييد البناء في التاريخ المبين

<<  <  ج:
ص:  >  >>