للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

به

وللبناء باب صغير على جانبيه نقوش تمثل حوادث في الشاهنامة. ويفضي الباب إلى حجرة وسطها قبر عليه صفيحة مربعة من المرمر نحت فيها كلمات معناها أن أدلة كثيرة تثبت أن هنا قبر الفردوسي وتاريخ مولد الشاعر ووفاته، وفي الجدار المقابل للباب كوّة. والبناء في جملته جميل رائع

جلسنا في سرادق ضرب هنالك، فلما اقترب مقدم جلالة الشاه، سرنا إلى النصب فوقفنا على سجاجيد فرشت بين الحوض والبناء، وقف الوفود وحدهم، وأعيان الإيرانيين وحدهم. ثم أقبل جلالة الشاه، فسلم على الوافدين واحداً واحداً، يعرفه بهم رئيس الوزراء ووزير المعارف. ثم ارتقى جلالة الشاه النصب، ووقف يقرأ كلمة افتتاح تذكار الفردوسي. ثم قطع بمقراض الشريط المحيط بالنصب ودخل فرأى قبر الشاعر، ثم دُعي الوفود فدخلوا. ثم وقف جلالة الشاه في ناحية من الحديقة يتحدث مع وزراءه، ثم ركب سيارته. وبقينا زمناً نمتع العين بما نرى، ونأخذ بأطراف الحديث

ورأيت على يسار الجادة المفضية إلى حديقة الفردوسي بناء له قبة وقد تهدمت أعاليه، فقال من كان معنا من أهل مشهد إنه قصر بناه الرشيد، وقال بعض المستشرقين إنه قبر الغزالي. وإنه بني على نسق مرقد السلطان سنجر في مرو، وعلى نسقه بني مرقد السلطان الجاينو في السلطانية. وإنما العلم عند الله

رجعنا إلى مشهد فبقينا إلى صبيحة الاثنين. ثم أخذنا طريقنا عوداً إلى طهران

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>