فحدقت ميني فيّ أولاً، ثم في السمك ثانياً، ثم عادت تحدق في، ثم صفقت بيديها وقالت:
(أصحيح هذا؟)
وكانت ميني من أولئك الذين يعيشون وينمون ولا يتعدون دور الطفولة. ومثل هؤلاء يسهل إغراؤهم وقيادتهم، وليس عندهم من الأشياء ما لا يمكن تصديقه والإيمان به إذا ما قيل لهم ذلك. قالت ميني:
- ولكن كف تتحرك هذه الأسماك؟
فقلت لها:(إن الكهرباء مسلط عليها.)
فالتفتت بسرعة إلى الأسماك وانحنت على الصندوق تدقق النظر إليه. وكانت يداها المرتجفتان مثبتتين على موضع قلبها. وقالت
ولكن كيف تيسر لها كل ذلك؟ إنها تفتح فاها. والصغيرة هذه تتحاشى الكبيرة في سيرها نحو سطح الماء. وهناك في الركن الآخر اثنان يتقارضان القبل، كأنهما شقيقان. . . . أي. أي. . . وفي القاع السمكة الكبيرة وقد اهتزت المياه من فوقها كفرس البحر الذي رأيناه في حديقة الحيوان، وكان رينيه معنا)
- (نعم إنه لشيء عجاب. . . ولكن أناشدك الله ألا تمسي هذه المياه فان الكهرباء سارية فيها.)
فاسترجعت ميني إصبعها من فوق سطح الماء وقالت:(وهذه السمكة وجارتها ألم ينظرا إلي الآن بنظرات حادة؟)
وأبصرت صديقي وقلت:
(ها هو ذا رينيه.)
فقالت هي:
(أي رينيه، يجب أن تنظر إلى هذه الأسماك!)
وقلت مخاطباً رينيه:
إن ميني تعتقد أن هذه الأسماك حقيقية.)
وكان رينيه يعرف طبعي جيداً، ومعرفته بميني تكاد تكون نوعاً من اختصاصه. فاندفه يشاطرني هذري