ولم تجد ميني طيلة ذلك اليوم شيئاً آخر تفكر فيه. ثم قالت فجأة:
- (وكيف تكون هذه؟ أصلبه هي أم لينة؟)
- (ماذا تعنين؟)
- (الأسماك الصناعية)
- (هي لينة كالحقيقية)
- (وماذا تصير لو أنها أُخرجت من الماء؟)
- تصير كالأسماك الحقيقية بالضبط، إذ تبغي استنشاق الهواء وترتجف بضع مرات ثم تجمد ولا تتحرك كأنها ميتة.)
- (ثم بعد ذلك؟)
- (ثم بعد ذلك. . . تنتن وتفسد)
- (وإذا ما دفعها إنسان إلى هر؟)
- (يلتهمها كأنها سمكة حقيقية)
وفي المساء التالي جلست وإياي في البهو تنتظر رينيه، فقد ذهب لشراء بعض لفافات من التبغ
- (ميني، ما دامت هذه الأشياء تشغل بلك فسأفصح لك عن سر عظيم. بعد أن اخترعت الأسماك الصغيرة، حاول العلماء خلق أحياء أخرى فاخترعوا العصافير مثلاً. عصافير صغيرة تحفظ الغناء)
- حقاً، إنني شاهدتها وهي من صنع (نورمبرج) من أعمال ألمانيا، ويجب أن تملأ الزنبرك إذا ما أردنا سماع غنائها. وبرغم أنها تحرك المنقار والرأس فأنها لا تطير، وهي صلبة كالمعادن.)
- كل ذلك صحيح يا ميني. ولكن العصافير الأولى كانت كالعصافير الحقيقية تماماً. كانت كالأسماك التي شاهدناه في طريق اللوفر. والآن أفضي إليك السر العظيم، ولقد أردت أن أدلي به إليك من قبل ولكن الفرصة لم تسنح لي. قلت لك خلق العلماء أحياء أخرى ثم. . . ولكن يجب أن تقسمي ألا تذكري ذلك لأحد)