- (هذا ما لا يعرفه أحد. وبهذا حفظ السر. فبعد أن خلقوا خرجوا من المعامل. وأخذ الناس يبحثون عنهم دون جدوى. ولا يعرف غير الله موضعهم)
- (ولكنهم تدثروا بالملابس؟)
- (طبعاً!)
- (ومتى كان ذلك؟)
- (منذ أكثر من سنة)
- (وأين ساروا؟)
- (هنا، هنا في باريس. وكانوا كاملين في كل شيء، ولا يمكن تمييزهم من الآدميين الحقيقيين. تصوري يا ميني أننا قد نكون تقابلنا مع أحدهم دون أن نعلم)
- (لا، لا. إنني أشعر بالشيب يدب في رأسي، لقد اعتزمت إلا أخرج من المنزل، ويجب على الناس أن يبحثوا عنهم. ولماذا لا يعثرون عليهم؟ وواجب هؤلاء أن يقولوا بأنهم ليسوا آدميين حقيقيين
- (ولكنهم لا يعرفون شيئاً عن ذلك كله. إنهم يعتقدون أنهم من لحم ودم كبقية خلق الله)
واختل تفكير ميني، ولم أفلح أنا ورينيه في تشتيت تلك الأفكار الخبيثة عنها. وقد أقسمنا لها بكل عظيم (أننا لم نبغ إلا الهذر من كل تلك الأمور)
- (هذا تذكرانه لي الآن حتى أهدأ بعض الهدوء، ولكني أعرف وأعتقد اعتقاداً جازماً بأن كل ما ذكر لي قد وقع، ومن يدري؟ ربما كان ذلك الرجل القادم. . . . . لا، لا. . . لنرجع ثانية إلى المنزل
وكانت كلما مرت برجل في طريقنا ظنته صناعياً. وفجأة تأوهت، وأحجمت عن السير.