مشيرة إلى حذائها، ثم استطردت قائلة:(لم يلحقني منك إلا العار ولا شيء إلا العار!)
وتبسم نين بابا , اجب بهدوء أكثر من ذي قبل:(كلا، أستميحك المعذرة: إن العار يلحقني أنا، فيما إذا ما تكلمنا عن العار. إنني الزوج. وهذا أهم شيء، صدقيني يا لوريتا. ولو لم أكن زوجك، ولم تعيشي في ضيافتي تحت هذا السقف، لفقدت كل جاذبية، أتفهمين؟ هنا يمكن للجميع أن يدللوك دون ان يخشوا عقاباً. والجميع يتمتعون متاعاً عظيماً بقدر ما تلحقين بي من عار وشنار. وبدوني يا لوريتا تصبحين شيئاً تافهاً شديد الخطورة، وما كان شيكو. . . البارون ليبذل. . . ماذا أنت فاعله؟ أتبكين؟ لا، انظري. . . إنني لا أقوال إلا هذراً.)
واقترب نين من كانديلورا. وأراد أن يسمك بذقنها، ولكن لوريتا قبضت على ذراعه، وفتحت فاها كحيوان مفترس وعضته، وطالت عضتها دون أن تتهاون. وكانت أسنانها تغور باستمرار في الذراع، بينما كان هياجها يزداد. وانحنى نين حتى يمكنها من ذراه، وأطبق على أسنانه وابتسم هادئاً للألم المروع الذي سببته له. وازدادت عيناه ضياء واتساعاً. ولما أن انفكت أسنان كانديلورا عن ذراعه - وكأن حملاً قد أزيح عنه - أحس بأن موضع ما أكلت جرح من النار، ولم ينبس بكلمة. وأخرج في هدوء ذراعه من ردائه، ولكن القميص لم يطاوعه، إذ كان قد غرز في اللحم الحي. وانطبعت على كم القميص بقعة من الدم، دائرة دموية، هي دائرة أسنان كانديلورا القوية. وكان أثر الواحدة بجانب الأخرى ظاهراً، وأخيراً تمكن نين من إخراج كم قميصه، والابتسامة لم تفارق وجهه الشاحب. وكانت رؤية الذراع وحدها تشيب. فموضع أثر كل سن في الدائرة جرح. وكان اللحم المحيط بالدائرة قد ايود لونه. قال نين مظهراً لما ذراعه:(ألا ترين؟) وصرخت كانديلورا، وهي ملقاة على المقعد تتمشدق:(هكذا أريد أن أعض قلبك!) وأجاب نين: (هذا ما اعرفه. وهذه الرغبة تقنعك بأنه أولى لك ألا تتركيني.
أذهبي بالقبعة، وأتني بصبغة اليود والشاش المعقم والرباط. جميعها في الخانة العليا من مكتبي يا لوريتا. هي الثانية من اليمين. إنني اعرف أنك حيوان صغير مفترس يحب العض، ولهذا أحرص دائماً على الضمادات اللازمة)
وأمسكت كانديلورا بذراعه ونظرت في عينيه وشفعتها بنظرة قصيرة إلى ذراعه، واعجب