إن أيامك الكئيبة القصيرة كأيام الخريف،
تنقبض انقباض الظلال عن حوادر الهضاب؛
فالصداقة تغدر بك، والرحمة تتخلى عنك،
وتقطع وحدك الدرب الى عالم القبور
ولكن الطبيعة هناك تهيب بك وتحنو عليك!
فألق نفس في أحضانها التي لا تتجافى عنك،
فان كل شيء يتنكر لك وينزوي عنك إلا الطبيعة،
فجوها هو الذي ينضح على آلامك،
وشمسها هي التي تشرق على أيامك
بالأشعة والظلال لا تزال تحيطنا الطبيعة.
فطهر قلبك من الغرور الباطل والمتاع الزائل،
واعبد هنا الصدى الذي يعبده فيثاغورس،
وأرهف أذنك مثله لموسيقى السماء.
ثم اتبع الشمس في السماء والظل في الأرض،
وطِرْ في السهول مع ريح الشمال،
وحُس مع شعاع هذا الكوكب الهادي
خلال الغابات في ظلال هذا الوادي.
إن الله خلق العقول لتدركه،
فاكتشف في الطبيعة خالق الطبيعية؛
فان صوتاً لا يني يُحدث المرء عن ربه،
ومن ذا الذي لم يُصخْ إلى هذا الصوت في قلبه؟
الزيات