وقد كان ابن الصلاحي فوق ذلك كاتباً حسن الخط كتب نسخة من القاموس بخط يده، وقد كان للخط الحسن نهضة في ذلك العصر مثل سائر أحوال البلاد، فقد نبغ من معلميه جماعة من أفاضل الكتاب مثل الضيائي والشاكري والحزانري والحمامي
ولكن أكبر ما امتاز به ابن الصلاحي ميله الى فن الأدب، فقد أخذ منه بالحظ الأوفر، وقد اتصل بحلقة الأدب في بلاط الأمير رضوان ونال من خيره الشيء الكير. على أنه كان غير منقطع إليه، بل كانت له مجالس خاصة مع جماعة من أدباء عصره ومشيخة العلم فيه. ولعل خير ما قاله من قصائد ما جاش في نفسه في تلك المجالس الخاصة
قال يصف خطرات نفسه
بُثا عن النائي الغريب ... جملاً من الخبر العجيبِ
واستوقفا الركبان ما ... بين الاراكة والكثيب
واستنشدا القلب الذي ... قد ضاع من بين القلوب
سلبته يوم الدوحتي ... ن طليعة الرشأ الربيب
وسرت به نحو الخيا ... م يد الصبا ويد الجنوب
ترنو الهوادج عن صفا ... شمس تميل إلى الغروب
والبدر يذهب من خلا ... ل السحب في مرأى عجيب
والرق يخفق والمزا ... هر مثل قلبي في وجيب
يا حادي العيس التي ... سارت على قلبي الجنيب
علل عليل هوى فعه ... دك ما تقادم بالطبيب
إني وإن شط النوى ... وقف على حب الحبيب
كابدت ما كابدت من ... شق المرائر والجيوب
وعلمت كيف تقوم أس ... واق المعارك والحروب
ولقيت دون البيض وقع ... السمر بالصدر الرحيب
من كل ريم جائل ... في برد جردته النشيب
يحكى الغزالة في الترف ... ع والغزالة في الوثوب
ألحاظه ترويك ديوا ... ن الحماسة عن حبيب