وقعات أسمهه ترك ... ن جميع حسمي في ندوب
كم ليلة عانقت في ... ها قامة الغصن الرطيب
في معهد ما فض عن ... هـ الأنس إلا ختم طيب
والزهر يضحك من بكا ... ء الطل بالثغر الشنيب
والريح تكتب في الغدي ... ر حديث أسرار الغيوب
والطير تقرأ والغصو ... ن تهز أعطاف الطروب
والورق تصدح في الغصو ... ن بصوت محزون كئيب
في رنة الشادي وهي ... نمة القطا والعندليب
عجماء تعرب في السؤا ... ل وتستجيب بلا مجيب
والليل أرسل ذيله ... رصداً على أعلى القضيب
يحكي الشعور كأنه ... يروي الفروع عن الخطيب
أرنو وأحشائي من ال ... حدثان في شك مريب
لولا الرقيب ظفرت من ... لقياه بالفرج القريب
وكشفت من وصلي به ... ما قد ألم من الكروب
ولئن حل بنفس القارئ من هذه النفثة مثل ما حل بقلبي، لأيقن أن ابن الصلاحي إنما كان يترجم عن قلب نابض بحياة حقيقية لا تكلف فيها، وأنه كان يصدح بأنغام تبين عن حرارة ووجدان طبيعي. وها هي ذي نفثة أخرى أختار منها البعض لا أنه أحسن ما بها، ولكنه مثل مما تحويه من آيات. وهي في مدح شيخه الحفني:
مِلْ بي فقد وقد الهجير ... إني بظلك مستجير
وأرح مطيك يا سمي ... ر فقد أضر بها المسير
هذا الحمى فارصد إذا ... ما استأنس الظبي النفور
واطرق كناس الغيد حي ... ث ينام راعيه الغيور
وأمط ستائره فذ ... لك حين تنفتح الخدور
واسأل من الظبيات عن ... عهد تضن به الصدور
واحفظ فؤادك أن تصي ... ب عيونهن فهن حور