قالت: (كلا. للحديقة صاحبها. ولك الدنيا، أما أنا فذاهبة)
قلت: (ذاهبة؟ أين؟)
قالت: غدا - أو بعد غد - يرحل أبي، وأنا معه، فما بقي ما يستوجب مقامنا)
فدنوت منها ووضعت يدي على كتفها وسألتها:
(أنت أو عزت إليه؟)
قالت، وهي مطرقة: (نعم. والآن أستودعك الله!)
فتعلقت بها فلم يجدني ذلك وقالت:
(أنا بنت الصحراء، وأنت ابن المدينة. . . لست لي، ولست لك. . . . وقد تركت لك الحديقة. . . لتذكرني بها)
وكان هذا آخر عهدي بها. . .
ولكني لم أطق هذه الذكرى، ولم أعد أحتمل أن أرى الحديقة أو البئر التي حفرتها، فتركت ذلك كله وانتقلت الى بيت آخر. . . بعيد. . . . بعيد جداً، ولا حديقة له
إبراهيم عبد القادر المازني
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute