وتدلي برأيها بينهما، فقلنا هذا كلام ملوك. قالت نعم. وكلام الملوك ملوك الكلام. فانظر كيف يعني الإيرانيون نساء ورجالاً باللغة العربية عناية آبائهم من قبل. ثم استأذنا في القيام لنأخذ أهبتنا للسفر الباكر صباح الغد
برحنا طهران والساعة عشر من صباح السبت حادي عشر رجب (٢٠ أكتوبر) أنا والأستاذ العبادي في سيارة مفردة، وهو أول سفر لنا في إيران منفصلين عن وفود الفردوسي؛ سافر جماعة من طريق الشمال، وآخرون طريق بغداد أدراجهم، وجماعة آثروا المقام في طهران يوماً أو يومين، وكانت نيتنا اصبهان، وبينها وبين طهران تسع ساعات بالسيارة، وقد تقدمنا بمدة يسيرة الشاعر الإنكليزي درينك ووتر
وقفنا بعد أربعين دقيقة على قرية، فرُئيت جوازات السفر، وكذلك طُلبت الجوازات في كل مدينة مررنا بها، حين ندخلها وحين نخرج منها حتى رجعنا إلى همذان على طريقنا الأولى من بغداد إلى طهران. وذلك أن هذه الطريق كانت طريق الوفود في ذهابهم وإيابهم فيُسر لهم السير وأعفوا من مراسم السفر في إيران
وبعد الظهر بقليل نزلنا في محطة على الطريق اسمها منظرية فدخلنا بستاناً فيه أشجار رمان فأكلنا واسترحنا ساعة، ثم سرنا حتى بلغنا مدينة قم والساعة اثنتان وثلث. فدخلنا ونحن نذكر قصة الصاحب بن عباد وقاضي قم. كتب إليه الصاحب
أيها القاضي بقم ... قد عزلناك فقم
فكان القاضي يقول إذا سئل عن سبب عزله: أنا معزول السجع من غير جُرم ولا سبب
قم مدينة في العراق العجمي على الجادة بين طهرن واصبهان وعلى ١٢٠ كيلاً إلى الجنوب الغربي من طهران. يشقها نهر يأتي من جُرباذقان قرب همذان. وفاكهتها كثيرة منها الرمان والتين والبطيخ والفستق
قال يا قوت:(وهي مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم بها، وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري) وذلك في عهد الحجاج بن يوسف. والظاهر أنها قديمة كانت قبل الإسلام، ثم عمرت في الإسلام ومصرت