للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تملؤها أنقاض دور مهدمة، وبصرنا بنهر صغير سريع الجرية. قال الشرطي: طغا الماء على المدينة منذ أشهر فخرب مئات من دورها. ثم عبرنا الماء على خشبات ممدودة عليه فرأينا ماء ضحضاحاً يخوض فيه الناس والدواب. وسرنا في شارع به دكاكين وفنادق صغيرة، فانتهينا إلى باب المسجد.

رأينا صحناً رحباً ينتهي إلى بناء عال مقبب. ولقينا شيخ فتقدمنا فدخلنا إلى مرقد السيدة فاطمة، وهو ضريح كبير عليه سياج من الفضة كثير الحلي. فوقف الشيخ يدعو بالعربية دعاء طويلاً ذكر فيه الأئمة العلويين. ثم ملنا ذات اليسار إلى حجرة بها قبر كبير مربع لا سياج له ولا زينة، قال هذا قبر الشاه عباس، ثم ولجنا باباً إلى حجرة أخرى بها قبران أحدهما للشاه حسن آخر الصفويين، والآخر للشاه طهماسب، فيما أذكر، فهؤلاء ثلاثة من الملوك الصفويين دفنوا في جوار المعصومة. ثم خرجنا إلى الصحن فرأينا حجرات فيها قبور لملوك القاجاريين وبنيهم. رأينا فيها قبر محمد قارجار وفتحعلي شاه وعليهما صفيحتان من المرمر الشفاف عليهما صور ملائكة ذات أجنحة، وعلى قبر فتحعلي صورته منحوتة في المرمر. وقد رأينا من قبل في النجف الأشرف في مسجد الإمام على قبرا آخر للقاجاريين على هذه الشاكلة.

ولست أعرف في القبور الإسلامية قبوراً عليها صور غير هذه القبور. وسرنا الى يسار الداخل إلى الصحن فإذا باب يفضي الى صحن آخر فسيح: وهذا المسجد معهد للدراسة الدينية يقيم به الطلاب.

قال الشرطي وهو يحدثنا: في قم أربعة وأربعون وأربعمائة وأربعة آلاف من بني الأئمة الطاهرين قتلهم الظالمون

ركبنا السيارة والساعة ثلاث وعشر نسير صوب الجنوب نؤم أصبهان

وفي المقال الآتي حديث اصفهان الرائعة الجميلة

(يتبع) عبد الوهاب عزام

استدراك

١ - نسيت أن أذكر في حديثي عن مدينة المشهد أني زرت فيها الشيخ الكبير بهاء الدين

<<  <  ج:
ص:  >  >>