وعزيز علي القوم أن يموت همام أبو العشرة وأخو العشرة وعم العشرة. ولقد أصاب موته الوتر الأرن من قلب المهلهل، والمهلهل قد علمت غليظ القلب مصدور، شديد البأس موتور، وقف عند همام وهو طريح تسيل دماؤه على الأرض وتصعد روحه الى السماء تشكو الى بارئها ظلم الإنسان للإنسان وقال:(والله ما قتل بعد كليب قتيل أعز على فقداً منك)
وتحدث القوم عن موت همام، وعن نكبة أبي همام وقد ابيضت عيناه من الحزن، وقال الملأ:(أما لهذه الويلات من آخر؟ هذا المهلهل يقطر قلبه حزناً لقتل همام ولكنه يمضي في بغية واستئساده كأنما رءوس بكر زرع قد وكل بحصاده)
ولم تكن الحرب سجالاً بين الفريقين حتى اليوم، بل كانت الغلبة لتغلب، أما غداً فسيكون لها شأن آخر