ويوق أيضاً في معرض اللوم على ابن عمه الشاعر على شمس الدين وقد تعرض لخلاف وقع زعيمين اقطاعيين:
إذا ما التقى الليثان في حومة الوغى ... وكل على كلٍ جريء مشيع
فمن سفهٍ ان ينبح الكلب ضيغما ... وينطح ذا روق لدى الروع أقرع
فانك تستطيع أن تهتدي إلى النكتة في آخر الشعر حتى تعلم الخبر الذي تقدم البيتين ثم لا ترتاع نفسك للشعر تماماً حتى نعلم أن عم الشاعر أقرع. وهكذا كثيراً ما تكون النكتة، لتسمى نكتة، متوقفة على بيان ما هي في سياقه
وقد تبنى النكتة على مثل خاص أو حديث خاص واصطلاح قوم خاص، فتكون نكتة خاصة لا يرتاع لها إلا من شرك قوماً نظمت لهم في الجهة التي بنيت عليها،، فالشاعر حيث يقول:
عزلوك لما قلت: ما ... اعطي، وولوا من بذل
أو ما علمت بأن (ما) ... حرف يكف عن العمل؟؟
فانما بني النكتة في شعره على القاعدة اللغوية القائلة: إن (ما) في قولك: (إنما زيد قائم ونحوه) كافة عن العمل، فلم تكن لتهتدي إلى النكتة وأنت غير نحوي، ثم لم تكن لتتفهم التمهيد لها في البيت الأول حتى تعلم أن الشاعر قال ذلك في زمن لا يولي امرؤ عملاً حتى يرشي أولى الامر كالزمن الذي نحن فيه ومثله قوله الهلالي:
وغزالٍ قلت ما الاس ... مُ حبيبي؟؟ قال مالك
قلت: صف لي وجهك الز ... اهي وصف حسم اعتدالك
قال: كالبدر وكالغض ... ن وما أشبه ذلك
فالنكتة في العجز الاخير، وإنما بنيت على كثرة استعمال النحويين لهذه الجملة حتى أصبح ذكرها في غير المسائل النحوية يعد اقتباساً
ومن جمال النكتة في الشعر الهزلي قول أحد المعاصرين يداعب صديقاً له:
يا صابغ اللحية ما تستحي ... تشارك الرحمن في صنعه
أقبح شيء شاع بين الورى ... أن امرأ يكذب في لحيته
وليس لجمال النكتة في الشعر حد يوقف عنده، فتلمسه في شعر الظرفاء تجد منه الكثير