للبيع، وتجلس للحكم، إنما أريد أن تعطى حريتها الطبيعية في حدود عملها الطبيعي، وأن تعلك كيف تساهم في شركة الزوجية، فتربي الولد، وتدبر البيت، وتدير الأسرة، وتعدل ميزانية الرجل، وتشعر أنها تعمل متضامنة مع بنات جنسها وبني قومها لتكوين أمة متماسكة الأجزاء وثيقة البناء لا ينال من وحدتها شهوة من هوى، ولا نزوة من جهل.
ذلك ما قصدنا إليه في تلك الكلمة الموجزة بسطناه اليوم بعض البسط لعل فيه جلاء لما اختلج في بعض النفوس من هذا الموضوع.
لعل في الثرثرة فائدة!
تريد (العاصفة) البيروتية أن تضع الموازين القسط للأدباء، فتقول فلان أحسن وفلان أساء، وهي لم توفق إلى إدراك الغرض القريب من الكلمة الواضحة التي وجهناها في عددنا الماضي إليها!! فقد قلنا لها ما خلاصته (أن محاولة التفريق بين أدباء العرب طيش ورعونة، وان التعصب للبلد كالتعصب للقبيلة نزعة بدوية ونغمة مملولة) ففهمت من ذلك أن الرسالة تقول: (. . . إن الإشادة بفضل أدباء سورية ولبنان على النهضة الأدبية في مصر ضرب من الطيش، وإن الإيجاز في الكلام نعرة بدوية ونغمة مملولة)
فإذا كان هذا مبلغ فهم العاصفة للكلام، فقد أخطأنا حين مضضناها بالملام، فان اللوم على العجز ظلم، والمناقشة مع الخبث مهاترة!