ذلك أنها تعني أن الحاكم بأمر الله قد اشترك في تأليف بعض هذه الرسائل سواء بالكتابة أو الأشراف على كتابتها، وأنه كان يرعى هذه الدعوة ويشجعها بنفسه؛ وهنا أيضاً يعرض الداعي جوهر دعوته ولباب مذهبه، أعني فكرة الحلول، فيزعم أنه من الخطأ أن يعتبر الحاكم ابناً للعزيز أو ينعت بأنه أبو علي؛ ذلك لأنه من زعمه (المولى سبحانه هو هو في كل عصر وزمان) يظهر في صورة بشرية (كيف يشاء وحيث يشاء). وفي الرسالة الرابعة وعنوانها (الغاية النصيحة) يحاول الداعي أن يقيم المفاضلة بين الإسلام أو دين محمد والدين الجديد. وفي الخامسة وهي (كتاب فيه حقائق ما يظهر) يحاول أن يبرر بعض تصرفات الحاكم. وفي السادسة وهي (السيرة المستقيمة) يحدثنا عن آدم وأصل الخليقة ويزعم أن القرامطة هم الموحدون؛ ثم يحدثنا عن تعاقب الشرائع ويزعم أن الإسلام قام بالعنف والسيف، وان الشريعة الإسلامية اختتمت بمحمد بن إسماعيل، وأن آخر خلفاء إسماعيل هو عبد الله المهدي (مؤسس الدولة الفاطمية)، وأن القائم هو الحاكم وفي السابعة الموسومة (بكشف الحقائق) يلجأ الداعي إلى العبارات الرمزية ويقول: (والآن فقد دارت الأدوار، وظهر ما كان مخفياً من مذهب الأبرار، وبان للعالمين ما جعلوه تحت الجدار، وعادت الدائرة إلى نفطة البيكار، فألفت هذا الكتاب، بتأييد مولانا البار، الحاكم القهار، العلي الجبار، سبحانه وتعالى عن مقالات الكفار، وسميته كشف الحقائق. . . . . .)
ولعله يريد بهذا الاسم - كشف الحقائق - عنوان الكتاب كله، لا الرسالة الموسومة بهذا الاسم فقط، فإذا صح ذلك فنكون أيضاً قد عرفنا اسم كتاب حمزة. وفي هذه الرسالة يزعم الداعي أن الإله بشر يأكل ويشرب، وليس كما زعموا من التجرد عن الصفات البشرية، ويقدم لنا شرحاً فلسفياً للعقل والنفس. وفي الرسالة الثامنة والأخيرة، وعنوانها (سبب الأسباب) يتخذ الداعي صفة الهادي والمعلم الأكبر يتفويض مولاه