إليه فخار، ولا أحب إلي من أن يقتل بُجير ولدي إن كان في قتله صلاح بين أبني وائل وفي دمه وفاء لدم كليب. وأما مقالة السوء التي تتناولها بها ألسنة بذيئة فما أحفل بها ولا أقيم لها وزناً. . . . .)
وفيما هو يتحدث إذ قدم رجل قد أطلق ساقيه للريح يلهث من فرط التعب ولا يكاد يبين: قال الملأ (ما بال هذا الرسول يعدو كأنما يسابق الريح؟) (والله ما نحسبه إلا أتى ينعي لنا المهلهل!) وانكب النذير على الحرث بن عباد واحتضنه بين ذراعيه وقال:
- (عزاء يا أبا بجير! عزاء!)
قالوا: ٠يا لهول المصاب! وما وراءك يا غراب البين!)
- (عزاء يا حرث! لقد والله كان أشجع من شهدته الحرب:
أفتقعد عن حربهم بعد هذا؟)
- (قل يا رجل من الذي مات؟)
- (بجير ولدك!)
- (وكيف مات!)
- (بل قتل. قتله المهلهل بن ربيعة. أفتقعد عن حربهم بهد هذا؟
- (مالك والمسألة عن هذا! أما بجير فنعم القتيل أصلح بين بكر وتغلب
وما أحسب المهلهل إلا قد أدرك به ثأر كليب وجعله كفؤاً له)
قال الناعي: (لا. لقد غابت عنك أشياء. أما علمت أن المهلهل عندما طعن بجيراً قال له: (بؤبشسع نعل كليب)؟)
قال الحرث: (أقالها والله؟)
- (نعم ولقد تجاوبها الحي من أقصاه إلى أقصاه)
قال الفند الزماني: (يا للمذلة! ويا للعار!)
قال الناعي: (وارحمتاه لهمام زين الشباب!)
قال الحرث: (دعا هماماً وقتل زين الشباب. لقد أسرف المهلهل وجاوز الحد. وما عرف لها الفتى الذي لم يخط العشرين حرمته وهو ابن اخته. ولم يعرف لي سابقتي وقد كففت عن حربه: