للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صورة من تهوى رجلاً آخر اسمه (كاسيو). كان ذلك الواشي (ياجو) يريد الإيقاع به. وعطيل يحب امرأته حباً شديداً فكان على الواشي المخادع أن يحكم حيلته ومكره حتى يستطيع أن يثير الشك

في قلب ذلك الزوج المحب. فابتدأ متظاهرا بالتردد في اتهام الزوجة وجعل يلمح إلى إن الشرف أغلى متاع للمرء حتى إذا ما رأى (عطيل) ينساق مع الغيرة جعل يتظاهر بذم غيرة الأزواج على نسائهم حتى دفع الزوج المسكين إلى أن يفتح قلبه وعقله للاتهام. وهذا البدء هو الموضع الذي نقلناه.

قال مطران في ترجمة تلك القطعة:

ياجو: حسن السمعة للرجل والمرأة يا سيدي العزيز أثمن جوهرة من حلي النفس. من يسرق كيس نقودي يسرق شيئا زريا. كان لي واصبح له وكان قبلنا لألوف آخرين. أما الذي يسرق حسن سمعتي فيختلس شيئاً لا يغنيه ويجعلني فقيراً جهد الفقر.

عطيل: وأيم السماء لأعرفن أفكارك

ياجو: لن تعرفها ولو كان قلبي في يدك. فهل تصل إليها وذلك القلب في حراستي.

عطيل: آها!

ياجو: أي مولاي أحذر الغيرة. تلك الخليقة الشوهاء ذات العيون الخضراء التي تسخر مما تتغذى به من لحوم الناس. الرجل الذي يثلم عرضه فيعرف مصابه ويكره جالبه عليه سعيد. سعيد بجانب ذلك الذي يقضي الدقائق الجهنمية شغفا إلا انه مستريب. عاشقا أشد العشق ولكن تساوره الشكوك.

عطيل: يا للشقاء!

ياجو: الفقر مع القناعة غنى بلا جاه عريض. أما النعم التي لا تحصى فتكون فقراً عقيماً عقم الشتاء البارد للذي يخشى أبدا أن يصبح معسرا. اللهم يا ذا الراحم أعف من الغيرة نفوس أمثالي.

عطيل: لم كل هذا، أتظن إنني سأعيش هذه العيشة مغيِّرا ظنوني كلما تغير هلال. كلا. متى نفذ الريب ثبتت النفس على حالة معه. تبدل مني بتيس قطيع يوم أدع نفسي بين أيدي الشبه التي تحدثها كل دسيسة. أنا لا تستفز غيرتي بأن يقال لي إن امرأتي جميلة وأنها

<<  <  ج:
ص:  >  >>